وعلم النفس أوشك أن يكون من الدقة والصحة بحيث يستطيع أن يضع الإنسان في المخابير والمسابير ويقيس كل ما فيه بأرقام لا تخطئ!
إن قوانين الروح قد غضبت وانتقمت لنفسها شر نقمة من الإنسان الذي لم يقم لها بعد وزناً. وأنه لجهل وصفه إلا يفطن الإنسان الأوربي بعد إلى أن يحمي نفسه من غضبها ونقمتها كما يحتمي من غضب قوانين صحة الأجسام
أنه يحشى أن يمد يده في النار لئلا تحرق، أو يلقي نفسه في الماء لئلا يغرق، أو يقف في طريق قاطرة لئلا يسحق. . . ولكنه يرضى لنفسه أن يبخل فيسرق، وإن يطمع فيكره، وإن يستبد فيحارب؛ وإن يخل موازين العدل فتفسد حياته بفساد حياة الآخرين، وإن يترك الناس إخوانه جاهلين مرضى الأجسام والنفوس فيحرضوه ويشقوا حياته بشقائهم. . .
كلمة يجب أن تعلم وتكرر دائماً أمام الدولة وأمام الفرد وهي:
إن الدولة كائن عضوي واحد كالجسم الواحد ذي الروح الواحد. . . فإذا سمحت لشيء منه ولو كان ظفراً أو منبت شعرة أو خطرة نفس أن يدخله الفساد، فسيلحق الجسم كله - وأنت خلية فيه - آثار ذلك الفساد وآلامه
فأحذر أن يمرض أخوك أو خادمك حتى لا تنتقل عدواه إليك. . . واشترك في إطفاء الحريق في بيت جارك قبل أن تمتد النار إلى دارك!