بينما عدد الناطقين باللغة الإنكليزية مثلاً يبلغ نحو مائة وثمانين مليوناً نسبة المتعلمين منهم تبلغ نحو ٨٠ في المائة، ونسبة المثقفين في هؤلاء المتعلمين لا تنقص عن ٥٠ في المائة، ونسبة القارئين من هؤلاء المثقفين لا تنقص عن ٥٠ في المائة. فعدد من يطمع المؤلفون في قراءتهم للكتب لا يقل عن ٣٦ مليوناً من القراء موزعين بطبيعة الحال على حسب مذاهب التأليف ورغبة كل فريق في نوع معين منه بحيث يخص كل مؤلف نحو مليون قد يهبط عند التطبيق العملي إلى نصف مليون
وهذه الموازنة تبين مقدار بطولة المؤلفين بلغة العرب وضآلة الجزاء الذي ينتظرونه على مجهودهم بالقياس إلى زملائهم الإنجليز أو الفرنسيين. ومع هذا فالمشهورون منهم محسودون
جالت في نفسي هذه الخواطر وأنا أتلقى المؤلفات الأربعة التي وردت في عنوان هذا المقال، فرددت قول القائل:(فليسعد النطق إن لم تسعد الحال!)
دائرة المعارف الإسلامية:
منذ سنوات خلت ران اليأس على كثير من نفوس الشبان المتخرجين في الجامعة وسواها، لأن أبواب العمل قد سدت في وجوههم، وارتفعت الأصوات بالشكوى، لأن المثقفين لا يجدون ما ينفقون فيه ثقافتهم ونشاطهم
وفي ظلام ذلك اليأس وضجة هذه الشكوى كان جماعة من لشبان يأوون إلى حجرة مفردة في عمارة كبيرة وضعت عليها (لافتة صغيرة) باسم (لجنة ترجمة دائرة المعارف الإسلامية)، ومن حولهم غرف كثيرة لأعمال كثيرة ليس بينها وبينهم صلة في سمت ولا اتجاه!
وفي هذه الحجرة المنعزلة لم يأذنوا لظلام اليأس الذي يغشى حياة الشبان، ولا لضجة الشكوى التي يتعزون بها في هذا الظلام، أن يطرقا بابهم، ولا أن يعكرا عليهم لذة العمل الذي اتجهوا إليه في عزيمة وصبر وسكون
عرفت في ذلك الحين بعض أعضاء اللجنة، وشاهدت خطواتهم الأولى في عملهم المرتقب؛ ثم مرت السنون وانقضت الأيام، وتعاقبت أحوال وظروف على هؤلاء الشبان وعلى مصر والعالم، ولكنهم لم يقفوا يوماً ما عن عملهم المختار؛ وإذا بي أجد لدي في هذا العام المجلد