الرابع من مجهودهم الضخم وعددين من المجلد الخامس، وإذا مصر والعالم الغربي كله ينتفع بمجهود هذه الجماعة الصغيرة العاملة في صمت العلماء وتواضعهم، وإذا المسلمون يعرفون من (دائرة المعارف الإسلامية) أكثر مما عرفوه من الكتب الإسلامية العربية، لأن الدائرة تركز ما حوته تلك الكتب وتشير إلى مراجعه، ثم تناقشه وتدلي بالآراء المختلفة فيه، وتزيد عليه ما كتبه كثير من المستشرقين عن الشؤون الإسلامية، وتعليقات من كبار المسلمين الأحياء على كتابة المستشرقين؛ وإذا الدائرة بعد هذا كله مرجع ثمين من مراجع الإسلام وبلاد الإسلام، ودليل مرشد إلى المراجع الكثيرة في مؤلفات المسلمين وغير المسلمين
ولست أدري كم قارئاً عربياً أقبل حتى اليوم على قراءة (دائرة المعارف الإسلامية)، ولكنني أدري أن كل مثقف عربي في حاجة لأن يقرأها ليجد فيها كثيراً جداً مما لا يعثر عليه إلا متفرقاً في مؤلفات عربية ضخمة، ومما لا يعثر عليه في الكتب العربية على الإطلاق، وليس هذا بالمغنم اليسير
علم اللغة
الدكتور علي عبد الواحد وافي مؤلف هذا الكتاب شاب تخرج في (دار العلوم)، ثم درس في فرنسا حتى حصل على الليسانس والدكتوراه في الآداب من جامعة باريس، والآن هو أستاذ بكلية الآداب
وليس هذا كل ما يذكر للمؤلف، فكثيرون تخرجوا في (دار العلوم)، وكثيرون درسوا في أوربا، ولكن قليلين هم الذين انتفعوا بدراستهم وثقافتهم كما انتفع الدكتور علي عبد الواحد وكتاب (علم اللغة) مثل لهذا الانتفاع الناضج المكين
قرأت هذا الكتاب، فإذا هو الأول من نوعه في اللغة العربية، وإذا الجهد العلمي والدراسة والاطلاع على الكتب العربية والإفرنجية في موضوعه واضحة أشد الوضوح، وإذا الرغبة في الكمال متجلية فيه كل التجلي، فلم يكن هناك جهد يجب بذله في الإتقان لم يبذله المؤلف بوفرة وسخاء
والكتاب مقسم إلى ثمانية فصول بعد المقدمة والتمهيد هي: نشأة اللغة الإنسانية وتطورها، لغة الطفل ومراحلها ومبلغ تمثيلها لنشأة اللغة الإنسانية وتطورها، فصائل اللغات وخواص