رجاه الأديب الأريب عبد الرحمن أبو العينين أن يوصي الأستاذ الزيات برعاية ما يقدم إلى (الرسالة) من كلمات أو مقالات فرد عليه بهذا الجواب النفيس:
(لست أرى من مصلحة الأدب أن أقحمك بنفوذي في ميدانه، ولا أرى من مصلحتك أنت أن أظهرك بسلطاني بين فرسانه، وإنما أرى من مصلحة الأدب ومصلحتك معاً أن تبرز مستقلاً بأسلوبك وبيانك، وتشغل الناس بأفكارك وبرهانك، وفي ذلك مصلحة ظاهرة للأدب وكرامة واضحة للأديب)
ويخطئ أشنع من يتوهم أن التشجيع ينفع بشيء، فالقوة الذاتية تقتحم الحواجز والحصون حين تستكمل عناصر الجبروت. والأديب الموهوب سيجد مكانه وإن تخلف عن نصرته ساسة الفكر وقادة البيان
٤ - لم أجب الأستاذ صلاح الدين المنجد في سؤاله عن أسلوب الأستاذ أحمد امين، وقد أجاب عني أحد الفضلاء في جريدة (صوت السودان) فليرجع إلى ذلك الجواب أن شاء.
٥ - لبعض القراء مزاج غليظ، وهو إرسال خطابات مغرمة وبدون إمضاء
وأقول إني سأرفض جميع الخطابات المغرمة ولو صدرت عن (الصدرية) في بغداد، فمن طاب له أن يداعبني بهذا الأسلوب (المقبول) فليعرف أن دِعابه مردود
٦ - يظهر أن مقالاتي في مجلة الرسالة تضايق فريقاً من الناس فيتصدون للرد عليها في بعض الجرائد والمجلات. فأرجو من أولئك الغاضبين أن يرسلوا إلي ما يكتبون لأجيبهم إذا اقتضى الحال
٧ - تصل إلي من وقت إلى وقت بعض الكتب عن طريق الإهداء، وأنا أرجو في باله من المؤلفين أن يرسل ما يرسل بثمن محول على البريد، لأستطيع القول باني أشارك مشاركة جدية في إنهاض التأليف، ودفع ثمن الكتاب لا يمنعني من الإعلان عنه في مجلة الرسالة بالمجان حين أراه جديراً بالثناء
وبهذه المناسبة أذكر أني تلقيت مؤلفات في غاية من الجودة، منها (حكايات من الهند) وقد ترجمها الوطني الصادق عبده حسن الزيات أحد نوابغ المحاماة والاقتصاد، ومنها (مصر القديمة) للمؤرخ الكبير الدكتور سليم حسن بك، و (علم اللغة) للباحث المحقق الدكتور علي عبد الواحد وافي، و (تاريخ الدروز) الذي ترجمه الكاتب المبدع أحمد تقي الدين، و