ذلك ولا يستطيعه. وبفضلهما وجد في أوربا كلها بين كل الذين يقرأون ويكتبون أداة عامة جديدة للتفاهم. هي لغة ديكارت وعلى الأخص لغة كورني التي سادت من عام ١٦٤٨ تحرير معاهدات التحالف والصلح، وأصبحت آخر الآمر اللغة الوحيدة تقريبا للأدب والفلسفة والعلم. وكما يفخر الرومان بان عصر أغسطوس انتج هوارس وفرجيل، كذلك يفخر الفرنسيون بان عصر لويس الرابع عشر اكبر ملك حكمهم، انتج اكبر شاعر لهم هو كورني.
ونختم هذا المقال بكلمة نابليون:(القصة التمثيلية تشعل النفس، وتسمو بالقلب، وتخلق دون ريب أبطالا. وإني اجهر بأن فرنسا تدين لكورني بجزء كبير من أعمالها المجيدة. إن القصص التمثيلية مدرسة عالية لعظماء الرجال، ومن واجب الملوك تشجيعها ونشرها. ولو كان كورني حيا في زمني لجعلته أميراً).
وما قيمة اللقب الرسمي في جانب اللقب الذي ناله من الشعب وهو كورني العظيم؟! ولماذا وهبه الشعب هذا اللقب؟ لانه جاءهم بقصته السيد، وهي الحب في اجمل اثوابه، وبقصته سنا، وهي السياسة في أسمى اشكالها، وبقصته بولكيت، وهي الدين في أروع مظاهره، والحب والسياسة والدين هي (ثالوث) القلب الإنساني.