للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالقرآن والاهتداء بهديه

وعرفنا كيف تلقى المسلمون في عهودهم الأخيرة كتاب لله في وسط هذا المزدحم فاشتبهت عليهم معالمه واختلطت بغيرها، فانصرفوا عن القرآن وهدايته وتدبر آياته إلى أشياء لا تنفعهم في دينهم ولا دنياهم، أو خرجوا به عن مهمته الكبرى، وحملوه مالا يحتمل مما يروج عندهم أحياناً وتزيفه العقول أحيانا

وعرفنا كيف تقلص عن المسلمين خير القرآن، وحرموا الانتفاع به في الهداية والإرشاد والتشريع وقد آن لنا أن نتساءل هل للمسلمين أن يفكروا فيما يعود بهم إلى سالف غيرهم ورفيع مجدهم عن طريق القرآن وتشريع القرآن؟

هذا سؤال لابد أن يدور في خلد كل مؤمن يعتقد أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

هذا سؤال لابد أن يتوجه إلى كل من يهمه أمر الإسلام والمسلمين ويكون صادقاً في غيرته على الإسلام والمسلمين

هذا سؤال لابد أن نوجهه إلى طائفتين من الأمة، عن آرائهم تصدر وفي خطتهم تسير: هما طائفة العلماء وطائفة الحكام

بل هذا سؤال لابد أن نوجهه إلى كل فرد في هذه الأمة من عالم ومتعلم، من حاكم ومحكوم، من شيخ وشاب

فعلى كل من هؤلاء قسط من المسؤولية لا مناص له من تحمله: على العلماء البيان والنصح والإرشاد وتيسير سبل الدين وهداية القرآن للناس؛ وعلى الحكام الرجوع إلى هذا المصدر الإلهي في التشريع والتنظيم؛ وعلى الأمة أن تشعر ولاة أمورها بتلك الرغبة، وإن تنادي بتنفيذها، وتؤازر من آزرها وتحارب من حاربها.

أيها العلماء: اسمعوا ما يقول الله في كتابه العزيز:

(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم؛ وأنا التواب الرحيم)

أيها الحكام: اسمعوا ما يخاطبكم الله به في شخص الحاكم الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم:

<<  <  ج:
ص:  >  >>