أصل وضعه لرئيس الجيش، أي القائد العام له، ثم في أيام كيكيرون جعل لقباً للقائد الظافر، ثم للقنصل وفي الآخر للملك الأكبر؛ فانتقل بعد ذلك إلى كل ملك كبير؛ فهو كقولك ملك الملوك، أو كشاهنشاهان عند الفرس. إذن ليس معناه المتَّوج ولا معناه ملك الملوك
٤ - إن كتابة الإمبراطور بهذا الرسم كما يرسمه المعاصرون لا يوافق القواعد العربية، لأنه لا يُرى في الكلم الضادية من عربية ومعربة، فيها الميم ساكنة، ويليها باء متحركة، فإذا وقع مثل ذلك رُسمتْ الميم نوناً. ولهذا يجب أن تكتب (الانبراطور) بنون
٥ - جرى العرب على كتابة الكلمة (أنبرور) بهذا الرسم. عند اتصالهم بالألمان والفرنسيين في نحو أواخر المائة الثانية عشرة وأوائل المائة الثالثة عشرة من تاريخ الميلاد، أو بعبارة أخرى في أواخر المائة السادسة وأوائل المائة السابعة للهجرة. فقد قال ابن خلكان في ترجمة أبي العباس أحمد عبد السيد الملقب صلاح الدين:(وعند وصول الأنبرور، صاحب صقيلة إلى ساحل الشام في سنة ٦٢٦ هـ (١٢٢٨م) بعث الملك الكامل الصلاح إليه رسولاً).
وقال في ترجمة أبي طاهر يحي بن تميم:(ولما هلك غنيمة (بن زُجَار. كذا. والصواب بن رُجَار براء مهملة). ملكت أبنته، وهي أم الأنبرور ملك ألمانيا في زماننا. ثم هلكت أم الأنبرور) اهـ
وجاء في تقويم البلدان لأبي الفداء:(وسلطانها (سلطان ألمانية) هو المعروف بالأنبرطور ومعناه ملك الملوك والعامة تقول الأنبرُوز) اهـ. وفي كتاب العبادين في كتاب ألفُنْس بن سانشس إلى الخليفة المعتمد الإنبيطور
فهذه عشر لغات في تعريب كلمة واحدة، أصلها اللاتيني فقيل فيها: إنبيطور، إنبرذور، إنبرظور، إنبراطور، إنبرادور، إنبرطور، إنبرور. وقال فيها البعض المعاصرين خطأ: إمبراطور، إبمبراطور، إيمبرور. ومن اللازم على المعاصرين أن يلاحظوا كيف أن الأقدمين باختلاف بلدانهم وعصورهم كتبوا بألف ونون، وليس أبداً بألف والميم، لأنهم عرب صميم والعرب لا تخالف قواعد سلفهم أبداً، وذلك سلبقة لا تطبُّعاً!