الاجتماعية فهو أقرب منا جميعاً إلى التخلق بأخلاق الأنبياء
العصاميون
وقال قائل: كيف تهتم الفقراء بضعف الأخلاق الاجتماعية والمعاشية، ومن بين الفقراء نبغ العصاميون؟ وأجيب بأن العصاميين هم حجتي على أن الفقر داء له دواء. فالرجل العصامي يقيم الدليل على أن القوة الخلقية قد تقتلع ما يعترض طريق الرزق والمجد من حواجز وأسداد. والتاريخ يشهد بأن أكثر العظماء كانوا في البداية فقراء، فما تفسير هذا الذي يشهد به التاريخ؟
إنما كان ذلك لأن الفقير الموهوب تقوى عزيمته بفضل الاعتماد على الله وعلى النفس، ومثله في ذلك مثل من يعيش بلا عصبية تحميه، فهو يستعد للمقاومة في كل وقت، ومن ذلك الاستعداد يفوز بمناعة جسمية وروحية تصد عنه عدوان المعتدين فالذين يمنون الفقراء بأموال الأغنياء يقتلعون بذور العصامية من النفوس، ويعدون الجيل المقبل لأمراض أخفها الاعتماد على الغير، وهو بداية الخذلان
الإحسان إلى من يعجزون عن الارتزاق هو أوجب الواجبات، وهو الشاهد على اتصافنا بالكرم والجود، أما الإحسان إلى من يقدرون على الارتزاق فجريمة اجتماعية، ولا يشجع على هذه الجريمة غير الكتاب الذين يعيشون بفضل الرياء الاجتماعي وهو رياء له عواقب سود، في الدنيا وفي الآخرة، والآخرة حق، ولو كره من يراءون الناس
الحب والبغض
أما الأديب الذي كتب من المنصورة خطاباً في صفحات طوال عراض فمن حقه أن يبغضني كيف شاء، فما أفكر في الحب ولا في البغض حين أحاور قرائي، وإنما أفكر في الصدق، لأستطيع القول - ولو بيني وبين نفسي - بأني لم أفكر أبداً في مخادعة قومي، فالدنيا أصغر وأحقر من أن تروضنا بمغرياتها الأواثم على جلب منفعة وقتية ببعضها الصدق
وفي مجلة الرسالة كتاب أعظم مني، فما الذي يمنع بعض الناس من غض النظر عما أكتب، وقد صح عند ذلك (البعض) أن مقالاتي في الإصلاح الاجتماعي لم تصب هوى من