للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلبه الرقيق؟

أفلح الدكتور طه وأخفقت: أفلح لأنه دعا الحكومة إلى إنقاذ الفقراء، وأخفقت لأني قلت باعتماد الفقراء على أنفسهم وعلى سواعدهم، فما تستطيع الحكومة أن تعين رجلاً لا يعين نفسه، ولا يستطيع المجتمع أن يحمي مخلوقاً يعجز عن حفظ مكانه بين طبقات المجتمع

أنا رجل فقير يحارب الفقر في كل وقت، وأنتظر من إخواني الفقراء أن يعينوني على محاربة ذلك العدو البغيض، لأصبح ويصبحوا من المياسير بفضل الكسب الشريف

لا يهمني أن يحبني قرائي، فما يبكي على الحب غير النساء، وإنما يهمني أن يكون ما أكتب صورة صادقة لما يعتلج في صدري عن آراء وأهواء

الصدق هو الذي يرفع أدب اللغة العربية. وهو الذي يزيد في ثقة الرجال بعضهم ببعض. أكرمنا الله جميعاً بنعمة الصدق وهدانا جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه، فهو وحده الحبيب الذي تتشرف بحبه القلوب

زكي مبارك

إلى الباحث الجليل (* * *)

السلام عليكم:

وبعد فقد جاء في بحثكم الممتع في العدد ٤٠٤ من الرسالة الغراء ما يلي:

(في درة الغواص في أوهام الخواص: ويقولون: بعثت إليه بغلام، وأرسلت إليه هدية، فيخطئون فيهما؛ لأن العرب تقول فيما يتصرف بنفسه: بعثته وأرسلته، كما قال تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا) وتقول فيما يُحمل: بعث به وأرسلت به، كما قال سبحانه إخباراً عن بلقيس: (وإني مرسلة إليهم بهدية) فعقبتم على ذلك في الحاشية بقولكم: (قلت: هل يرى الحريري الريح والصيحة والحاصب مما يتصرف بنفسه؟ ففي الكتاب: (إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً)، (إنا أرسلنا عليهم حاصباً)، (إنا أرسلنا عليهم صيحة). . .)

قلت: الإرسال في هذه الآيات الكريمة بمعنى التسليط، لا بمعنى التوجيه، فليس يقال في مفعوله: (إنه مما يتصرف بنفسه، أولا يتصرف)، حتى يتفرغ عليه دخول الباء عليه أو عدم دخولها؛ إذ يمتنع أن يقال: سَلَّط عليه بكذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>