ثم أوردت الآيات التي تؤيد هذا ومنها قوله تعالى:(وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً. . .). (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى). (أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً. . .). (أم خلقنا الملائكة إناثاً وهم شاهدون، ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله. . .)
وأسأل الله أن يوفقنا إلى تحري الصدق في القول ويهيئ لنا من أمرنا رشداً
علي عبد الواحد وافي
في اللغة
من حق الأستاذ الكبير (ا. ع) عليّ، وقد سلفت عندي يده، وطوق رقبتي ثناؤه، ان أشكره على حسن ظنه وجميل رأيه في قصيدتي التي نشرتها بالرسالة وجعلتها ذكرى لمولد النبي عليه السلام.
ولقد تقبلت نقده المؤدب المهذب بقبول حسن، فقد والله لمحت من خلال سطوره أدب الناقد، ورقة الأديب، وتواضع العالم وأنا مع الأستاذ الكبير أن كلمة (سمحاء) التي استعملها في قصيدتي النبوية لم ترد في كتاب من اللغة مما بين أيدينا. ويظهر أنها دلفت ألينا فيما دلف من ألفاظ أخر. ومن الغريب أنها دائرة على شباة أقلام كثير من كتابنا المعتمد بهم ولقد وجدت المرحوم قاسم أمين يستعملها اكثر من مرة في كتابة تحرير المرأة (راجع الطبعة الثانية من الكتاب ص ١٢٨، ١٦٢)
على أن نفراً من محققي كتابنا الأعلام فطن إلى خطئها، واستعمل في مكانها كلمة (السمح والسمحة) للمذكر والمؤنث، وفقاً لما جاء في اللغة. وفي الحديث الشريف (بعثت بالحنيفية السمحة).
وللأستاذ الجليل أحمد حسن الزيات فظل إشاعة هذا الاستعمال الصحيح ولا زلت أذكر له مقاله البليغ (أمة التوحيد تتحد) في العدد ٣٨٤ من الرسالة، ويشير فيه إلى الديمقراطية (السمحة) وكيف كان في مكنة العرب والمسلمين أن يعيشوا في حماها بوجه من الوجوه.
أما قول الأستاذ الفاضل إن الفعل (تفيأ) يتعدى بالباء أو بنفسه كما صنع أبو تمام. ولا يتعدى باللام كما جاء في قصيدة (ميلاد نبي) فهو قول نقبله على العين والرأس، ولكني