١ - يقول في النقطة الأولى:(وقد رأى الأستاذ علي عبد الواحد وافي أن حمل قوله تعالى (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون) على معنى أنهم يجعلون لآلهتهم ما يشتهون لا يستقيم مع الآيات الأخرى كما ذكرت (أي كما ذكر الأستاذ الصعيدي)، لأنها صريحة في أنهم كانوا يجعلون ذلك لأنفسهم لا لآلهتهم)
وأنا لم أر مطلقاً هذا الرأي، بل رأيت - عكسه تماماً - كما صرحت بذلك في كلمتي الأخيرة إذ قلت ما نصه:(على أن ما ذكرناه في المقال السابق بصدد الذكور (أي نسبتهم لآلهتهم) تحتمله آية النحل، وخاصة لأن الضمير في الآية التي قبلها يرجع إلى الشركاء:(ويجعلون لما لا يعلمون (أي لآلهتهم التي لا علم لها لأنها جماد. . . ا. هـ. البيضاوي) نصيباً مما رزقناهم، تالله لتسألن عما كنتم تفترون، ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون) فرجع الضمير في (لهم) إلى الشركاء الذكورين في الآية السابقة ليس محتملاً فحسب، بل أرجح كثيراً في نظري من رجعة إلى المشركين، لأن موضوع الحديث هو تقسيمهم المخلوقات بين الله وشركائهم لا بين الله وأنفسهم. ويزداد هذا المعنى تأييداً إذا ربطت هذه الآيات بآيات الأنعام:(وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً، فقالوا: هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا. . . وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم. . .) ويزداد هذا المعنى تأييداً كذلك إذا لاحظنا أنهم ما كانوا ينسبون خلق شيء لأنفسهم، بل كان ذلك يتردد بين الله وآلهتهم
٢ - وذكر في النقطة الثانية ما نصه:(وكذلك رأى الأستاذ علي عبد الواحد وافي أن النصوص القرآنية صريحة في أن العرب كانوا يجعلون الملائكة بنات الله، فلم يسعه إلا أن يعترف بهذا)؛ ويقصد بذلك - كما يفهم من سياق كلامه - أنني كنت أنكر هذه الحقيقة، حتى كتب ما كتب، فلم يسعني حيال قوة حجته إلا أن أعدل عن إنكارها وأعترف بها
مع أنني لم أذكر أنكر مطلقاً هذه الحقيقة، بل اتخذت منها دليلاً على صحة ما ذهبت إليه، كما صرحت بذلك في أول كلمة لي في هذا الموضوع؛ إذ قلت ما نصه:(ولم يقف أمر اعتقادهم عند حدود العالم الطبيعي: عالم النبات والحيوان والإنسان، بل جاوزه إلى عالم السماء؛ فكانوا ينسبون لله تعالى من هذا العالم كل ما يعتقدون أنه من نوع الإناث. ومن أجل ذلك نسبوا إليه الملائكة لاعتقادهم أنهم من هذا النوع)