وأصله البطريرك، بزيادة ياء مثناة تحت مفتوحة، بعدها راء ساكنة، وهو لفظ رومي. . . ورأيت في ترسل العلاء ابن موصلايا، كاتب القائم بأمر الله العباسي في تقليد أنشأه: الفطرك بإبدال الباء الموحدة فاءً. . .)
وفي التنبيه والإشراف، للمسعودي في ص١٥٩ من طبعة الإفرنج:(وأخبار أصحاب الكراسيّ الذين هم البطاركة أحدهم بطريرك)؛ قال ناشره في الحاشية:(وكل مرة وردت البطريرك ذكره الثعالبي صاحب اللطائف باسم بطريرك)
وقال المسعودي نفسه في كتابه الآخر (مروج الذهب)(٤٠٦: ٣ من طبعة باريس): (وذلك أن مدينة إنطاكية بها كرسي البطريق المعظم عندهم)
وورد في تاج العروس في مادة بطرق:(. . . وقيل البطريق هو الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم، وهو ذو منصب، وقد يقدم عندهم. قلت: (أي الشارح وهو السيد مرتضى) هو بالرومية بترك، قاله الجواليقي وغيره). انتهى
قال الأب أنستاس ماري الكرملي: وهذا وهم من السيد الشارح، لأن بترك هو تخفيف البطريرك، كما ذكره القلقشندي وأما البطريق فرومية أي لاتينية لا يونانية، وهي
معجم لاروس الوسيط: (أنشأ منصب البطريق قسطنطين وقلده خلفاؤه أشهر ضباطهم، ولما صارت دولة الغرب في أقصى دركاتها اتخذ بعض الرؤساء لقب البطريق وكان يقابل البرنس أو نائب الملك. ولما أعلن أُرستس بانبراطورية ابنه أوغسطس، كان لقبه يومئذ بطريقاً وآيتيوس الذي أذل أتّيلا وغلبه، كان لقبه بطريقاً يومئذ، وتلقب بلقب البطريق أيضاً كلوفيس ملك فرنسة، وكذلك ملوك برغونية. ولقب الملوك البرابرة بطارقة قواد جيوشهم. وكان قياصرة الروم يجودون به على لباب الوظائف العليا من مدنية وحربية، وبعد ذلك بكثير خلع البابوات هذا اللقب على ملوك الإفرنج لما استأنفوا التقاليد الانبراطورية، فكان ممن تلقب به: بيبن، وشرلمان، ودُعوا بطارقة رومة ا. هـ تعريباً
ويُرى من هذه النصوص المنقولة هنا، أن بعض الكتّاب لم يميزوا بين البطرك أو البطريرك، وبين البطريق. فصاحب الاسم الأول رجل ديني، وصاحب الاسم الثاني رجل مَدَني. واللفظ الأول يوناني الوضع، لاتينيُّهُ. على أن كِلاَ الاسمين مأخوذ من معنى الأب. فالأول يعني الأب الروحاني، والثاني الأب النبيل أو الشريف. لكن لابد من أن يُميَّز الواحد