بهذه السرعة - أي سرعة النور أو ما يقاربها - يعتبر الوقت لهذا الجسم صفراً
وعليه يمكن القول بأن القرون والدهور في عرفنا ليست إزاء الكهرب سوى لحظة. نحن نستعمل الأوقات والقياسات حسب المكان والزمان الذي يحيط بنا والذي تدركه حواسنا، وبالنسبة إلى السرعة التي نسير بها في الفضاء وهي ١٨ ميلاً في الثانية، فما هي نسبة الأوقات والقياسات المستعملة لمن يسير بسرعة النور؟
نحن لنا حواس خمس، أيمكن بهذه الحواس الخمس أن نصل إلى أعماق أسرار الكون؟ وهل يقتضي للمعرفة الشاملة خمس حواس فقط؟ وهل هناك ما لا يمكن إدراكه بهذه الحواس الخمس؟
في الأثير أسرار عظيمة محجوبة، وهو القابض على زمام الحركة في الكون، وفي عبابه سر الأسرار الذي يتطلع إليه الإنسان بلهفة وحسرة، وهو كمن عرف مقر الكنز الثمين، ولكنه يجهل كلمة السر التي يفتح بها الكنز؛ فمن يا ترى سيحمل إلى العالم كلمة السر هذه؟
إذا نفحنا الدهر برسول يحمل إلى العالم كلمة السر التي يفتح بها كنز الأسرار، فعند ذلك الرسول سيكون الجواب الفصل.
نحن نقول أن الأرض مضى على وجودها ملايين السنين، ولكن الكهرب ينكر علينا هذا القول. أليس من المدهش أن نثبت بالبرهان حسب التواريخ والآثار أنه مضى على وجودنا على الأرض ألوف ومئات الألوف من السنين، ثم يأتي الكهرب فينكر علينا هذه الحقيقة! أوليس من العجب العجاب أن نسمع الكهرب يقول - لو كان للكهرب لسان - بأننا خلقنا الآن!
لاشك بأنه شاهد سيارات غير هذه التي نعرفها وقد اندثرت وربما شيدت هذه السيارات التي نعرفها من بقايا تلك؛ والساعة التي تنتقل فيها هذه الكرة الأرضية من حالة إلى حالة يراها الكهرب كما نشاهد نحن الرؤيا
هو يسير منذ الأزل ويقطع فيافي الأزمان والدهور، وسيبقى إلى الأبد يتخطى رحاب الكون في حركته الدائمة وسرعته التي لا يحصرها الوقت، يقع على هذا النجم ويصطدم بذاك، ويعمر الآخر، ويدمر الذي بعده ليجعل منه مذنبات ونيازك يبعثها إلى العوالم الأخرى، ليدل على وجوده ودوام حركته السرمدية