ثم قلبت تاء أو طاء. قلنا: فإذا جردنا الكلمة من زوائدها، يكون لنا (هفا) أو (عفا)، لأنه ليس في لغة اليونان حرف حلقي فخم، فعندهم الهاء والعين شئ واحد، والعرب تقول: عفا فلان على فلان في العلم وغيره زاد. واسم الفاعل عاف والجمع عُفاة. فالهباط أو العفاط هو العافي لا غير في أصل معناه، المشرف على غيره بالعلم أو بالرئاسة
وقلب الميم تاء أو طاء في العربية واقع وقوعه في اليونانية. فقد قال بنو عدنان: حات يحوت بمعنى حام يحوم، وقالوا: الغطس كالغمس، ورجل أطرط الحاجبين كأمرطهما، وجعل الهاء عيناً، وبالعكس أمر مشهور أيضاً لا يحتاج إلى تأييد، من ذلك قولهم: تربع السراب وترية، وعاث فيه وهاث، والهنشنش كالعنشنش، والهكوك كالعكوك والهجفة من النساء كالعجفة. فاتضح من هذه المقابلة أن اللفظين هما واحد في الأصل، وهذا عجيب غريب!