يلحقونه بلسانهم الفصيح، البديع، البليغ بعملهم هذا المليم! وكيف أنهم يسرقون أتعاب غيرهم ولا يقرون بفضلهم، وكيف أن الله يهتك أسرارهم وسرائرهم بصورة لا تعلى شرفهم
وخلاصة البحث في القند، أنه يقال: القُنْد، والكْند، والقُمْس، والقُمَّس، والقُمس، والقُمْص، والقُمَّص، والقُمَص، والقُمُّص، والقَوْمَسْ، والقوْمَص. وإذا زدنا عليها ما يقوله صحفيون في هذا العهد، أي الكنت والكونت، وما ذكرناه بادجر في معجمه الإنكليزي العربي، الذي صححه الشيخ أحمد فارس الشدياق، أي القونت، مَثُلَ بين يديك رجل عربي ينطق بأربع عشرة لغة، فلله دره من لغوي بارع!
٨ - الهنباط
قال في تاج العروس:(الهنباط، بالفتح، صاحب الجيش بالرومية. وقد جاء في حديث حبيب بن مسلمة: إذ نزل الهنباط ثم قال: هنا (أي في مادة هـ ن ب ط) ذكره ابن الأثير (صاحب النهاية)، وذكره الصاغاني في مادة (هـ ب ط) وقلده المصنف أي (الفيروزابادي) والصواب أنه بالنون. وقال في تركيب هـ ب ط:(الهيباط، بالفتح: ملك الروم. نقله الصاغاني هنا. والصواب أنه الهنباط بالنون). اهـ. وفي النهاية لابن الأثير المطبوع في مصر، ضبط الهنباط بالضم، وهو خطأ، لأنه مخالف لنصوص جمهرة اللغويين
وكان فكرنا في أول الأمر أن الهنباط مقطوعة من الرومية (إنبراطور)، لكن نبهنا الأستاذ الأجل إلياس قدسي إلى أن الكلمة من اليونانية (هُبَاطُس)، وأول معناها: الأعلى والأرفع، ثم أطلق عندهم على الرئيس الأعلى؛ أي ما يسميه الرومان (قنصلاً). وكان يرد بالهنباط يومئذ لقب أحد الحاكمين الأعظمين اللذين كانا بديوان رومه. وجاء الهيباط بعض الأحيان بمعنى قنصل الإقليم، وهذا كان يسمى باللاتينية برو قنصلاً. وكان الهيباط يلفظ في أول الأمر (هُبَاط) وزان غراب، ثم (هِباط) بكسر الأول ككتاب، ثم صحفه بعضهم فقال (هَيباط) بياء مثناة بعد الهاء. وآخرون قالوا (هنباط) بنون بعد الهاء. فالمادة الأصلية هي (هبط) وكان يجب على اللغويين أن يذكروها في هذا التركيب الثلاثي لا في سواه
وأصل اليونانية (هفاطس)(هُفامس)، أي أن اللفظة في أصل وضعها القديم كانت بالميم،