الأكبر ولم يصرح به. وفريتغ حاطب ليل لا يميز الحطب والجزل، وقد أولج في الضادية مفردات جمة لا حقيقة لها، سوى سوء فهمه لكلام بني عدنان، أو لسوء قراءة كلمهم. هذا فضلاً عن البستاني لم يفهم معنى كلمة فريتغ اللاتينية وهي فهي لا تفيد أبدا معنى (الشرس) كما نقلها إلى لغتنا، بل النشيط، الثقف، العامل، الفعال. فهذه أغلاط فوق أغلاط فوق أغلاط، فهي ظلمات من فوقها ظلمات ومن تحتها ظلمات. ومن الغريب أنه نقل هذه الكلمة اللاتينية نفسها في مادة (كُنْداكِر) بالمعنى غير المعنى المذكور. فقد قال:(الكنداكر: الشجاع الجسور) اهـ.
قلنا: وهذا يجوز لأنه من معاني الرومية المذكورة أي لكن كنداكر منقولة عن فريتغ أيضاً، وقد قال فيها أنها فارسية، وهي لا فارسية ولا عربية ولا هندية ولا صينية، بل ولا وقواقية، لأنها مركبة من كند أي أمير وأكر أي عكاء، ومحصل معناها: كند عكاء أو أمير عكاء، ويراد به هنا الكنت هنري دي شنباي وبالحروف الفرنسية: ' ,
وسعيد الشرتوني صاحب أقرب الموارد، نقل هذين الغلطين عن البستاني، ونسبتهما تواً إلى فريتغ كذباً وزوراً. مع أن الحقيقة أنه نقلهما رأساً عن محيط المحيط، فنكرانه لمجهود المعلم بطرس البستاني لا يشرفه ولا يبرر وهمه. فقد قال في مادة (ك ن د): (الكند بالضم الشرس الشديد (فارسي)، نقله فريتغ عن بعض كتب العرب) اهـ. فلو نقل الشرتوني الكلمة تواً عن فريتغ، لنقل منى لاتينية نقلاً صحيحاً غير ما نقله البستاني، لكن أراد الله أن يكشف سوء عمله، فقال ما قال كذباً وزوراً، فكان عليه أن يعترف بالصدق ويقول:(نقلته عن محيط المحيط وهو نقله عن فريتغ)؛ وهذا لم يحسن القراءة ولا فهم معنى اللفظة
وكذلك قال في كنداكر: الكنداكر (وضبطها ضبط قلم بضم الكاف وإسكان النون وفتح الدال يليها ألف فكاف مكسورة فراء في الآخر): الشجاع الجسور، فارسية، نقلها فريتغ عن بعض كتب العرب؛ وكان حقه أن يقول ما ذكرناه في كلمة الكند
أما صاحب البستاني فذكر الكند إذ قال: الكند بالضم الشديد الشرس (معرب). فأراد أن يبين أنه لا ينقل عبارته عن محيط المحيط ولا عن أقرب الموارد فقدم وأخر فقال:(الشديد الشرس معرب) عوض أن يقول: الشديد الشرس فارسي.
فيا للأسف! كيف أن أنباء العرب ينقلون لغتهم عن الدخلاء ولا يشعرون بالضرر الذي