العلوم مؤثر في الأزهر والمعاهد من حيث الرغبة فيهما، لأن نتيجة الأزهر - إذا لم يخرج قضاة ومحامين وعلماء للغة العربية في مدارس الحكومة - تقتصر على إخراج علماء للمعاهد وخطباء للمساجد، وهي نتيجة غير مرغبة، ومن شأنها أن تجعل التعليم الديني في المعاهد مقصوراً على بعض الطبقات التي ليس لها في الحياة آمال سامية، وهذه الطبقات وحدها قد لا تؤمن على هذه الوديعة: وديعة الخلق الديني والثقافة الإسلامية. ومن الواجب ألا يغيب عنا ونحن نتقدم لتهذيب التعليم الديني وتقويم أخلاق الأمة، أن نشجع الطبقات الراقية على الدخول في هذه المعاهد لتقوم بما يطلب منها من العناية بالأخلاق.
(وأمر آخر، وهو أن سلب الامتيازات القديمة التي كانت للأزهر من تخريج القضاة والمحامين وعلماء اللغة العربية يؤثر أمام الرأي العام داخل الدولة المصرية وخارجها في الأقطار الأخرى في سمعة الأزهر والمعاهد، ومن واجب الدولة المصرية أن تحافظ على كرامة هذا المعهد القديم، وأن ترد إليه مجده).