أمِثْلي يُدْعى إلى الخروج من الميدان الأدبي ليتمتع الغافلون بنعمة الصفاء؟
لا، والله، فسأتعقب الغافلين في جميع الميادين، ولن أسكت عن كلمة الحق ولو آذيت بها أعز أصدقائي.
ارجعوا إلى أنفسكم، يا بني آدم من أهل هذه البلاد، ولا تحوجوني إلى ضرب الأمثال، فما أحب أن تشقوا بالحقائق المجردة من إفك التزيين والتهويل.
بداية البلاء هي الرضا عن النفس، والنفس أمارةٌ بالسوء، فكيف ترضون عن أنفسكم، مع دعوى التسامي إلى معرفة أسرار الوجود؟ من قرارة القلب أمتاح هذه المعاني، لأقتل فتنةً لا تزال في المهد، فمن اتهمني بسوء النية فإلى الله إيابه، وعلى الله حسابه، ومن الله وحده أنتظر حسن الجزاء.