للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وكذلك عاش ابن النحاس بقصيدة أو قصيدتين، ومن لم يعرف ابن النحاس في معانيه القلائل وهي نوادر فليس بأهل للانتساب إلى دوحة الأدب الرفيع.

والذي يجهل ابن زريق وابن النحاس لا يقل حمقاً عن الذي يجهل ابن النبيه صاحب هذا البيت

إذا نشرتْ ذوائبه عليه ... حسبتَ الماء رفَّ عليه ظِلُّ

فما فرائد ابن النحاس؟

الفريدة الأولى هي الحائية

بات ساجي الطرف والشوق يُلحُّ ... والدجا إن يَمض جُنحٌ يأت جُنحُ

يقدح النجم لعيني شرراً ... ولزند الشوق في الأحشاء قدح

لست أشكو حرب جفني والكرى ... لم يكن بيني وبين الدمع صلح

إنما حال المحبين البكا ... أيُّ فضل لسحاب لا يسُّح

يا نداماي وأيام الصبا ... هل لنا رجع وهل للعمر فسْح

صبَّحتك المزن يا دار اللوى ... كان لي فيك خلاعات وشطح

حيث لي شغلٌ بأجفان الظبا ... ولقلبي مرهمٌ منها وجرح

كل عيش ينقضي ما لم يكن ... مع مليح ما لذاك العيش مِلح

وبذات الطلح لي من عالج ... وقفة أذكرها ما اخضل طلح

يوم منا الركب بالركب التقى ... وقضى حاجته الشوق الملح

لا أذمُّ العِيسَ، للعيس يدٌ ... فلا تلاقينا وللأسفار نجح

قرَّبتْ مِنا فماً نحو فمٍ ... واعتنقنا فالتقى كشحٌ وكشح

وتزودتْ الشذى من مرشف ... بفمي منه إلى ذا اليوم نفح

وتعاهدنا على كأس اللمى ... إنني ما دمت حياً لست أصحو

يا ترى هل عند من قد ظعنوا ... إن عيشي بعدهم كدٌ وكدح؟

كنت في قرْح النوى فانتدبت ... من مشيبي كربة أخرى وقرح

كم أداوي! القلب قلت حيلتي ... كلما داويت جرحاً سال جرح

ولكَمْ أدعو وما لي سامعٌ ... فكأني عندما أدعو أُبَحُّ

<<  <  ج:
ص:  >  >>