للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(الاطربون: من رؤساء الروم وقيل: المقدم في الحرب، وقال عبد الله بن سبره الحرشي:

فإن يكن أطربون الروم قطَّعها، ... فإن فيها بحمد الله منتفعا

قال ابن جني: هي خماسية كعضرفوط) اهـ

قلنا: وأما ما حكي عن ابن قتيبة أنه رجل رومي، فليس من الموضوعات، فقد كان رجل اسمه (اطربونو) وكان الدوج السابع عشر للبندقية توفي سنة ٩١٢

وأما قولهم هو الرئيس من الروم؛ فكلام لا يحصل منه شيء. فالرؤساء طبقات. وهناك رؤساء مدنيون وعسكريون وروحانيون وأصحاب مهن إلى ما شابهها. فقولهم هو الرئيس من الروم كلام مبهم؛ والأحسن ألا يذكر مثل هذا التعريف الخالي من حلية تحليه

وقول ابن جني أنه خماسي هو القول الحق الذي لا ريب فيه

وأما قول الشارح: أن وزنه أفعلون من الطرب، فالقسم الأول من عبارته صحيح، أي أن وزنه أفعلون. وأما القسم الثاني أنه من الطرب، فهو الخطأ بعينه، لأن الكلمة ليست عربية بل هي رومية (لاتينية) ومعناها في الأصل: حاكم القبيلة كما قلنا. وهل يعقل أن الرومان يسمون رئيساً من رؤسائهم المدنيين باسم عربي؟ فهذا لا يعقل. فموضع ذكره إذن في (أط ر ب ون)، لأن جميع أحرف الكلمة الدخيلة أصول كما اتفق عليه جمهرة اللغويين بلا شاذ واحد

١١ - الفرناس

١٢ - البرنس

وهو البدء عند العرب؛ والفرسان تعريب فرن (س) ا (ب) س ونقل الحرف الإفرنجي إلى الفاء أو الباء، أشهر من أن يذكر. وكان حق السلف أن يقولوا فيها (فرنكابس) لكنها ثقيلة وليس لها وزن عربي فخففوها وحملوها على مركب عربي ليرحب بها أهل الذوق السليم. ولم يذكر أحد أنها معربة. وهي في لغة الرومان تفيد (الأول في قومه)

والظاهر أن بني عدنان لم يعرفوا معناها حق المعرفة لأسباب، منها:

أنهم ذكروها في مادة (ف ر س) اعتقاداً منهم أنها عربية النجار

أنهم ذكروا لها معاني قاربوا فيها الحقيقة لكنهم لم يصيبوها، فقد شرحوها بقولهم: (الفرناس

<<  <  ج:
ص:  >  >>