كفرصاد: رئيس الدهاقين أو الفري. عن ابن خالويه. . . والأسد الضاري، وقيل الغليظ الرقبة.
وقال ابن خالويه: سمي الأسد فرناساً، لأنه رئيس السباع، ونونه زائدة عند سيبويه، كالفُرَانس بالضم. والفرناس أيضاً: الشديد الشجاع من الرجال، شبه الأسد. قال النضر في كتاب الجود والكرم: والفِرْنَوس كفِرْدَوْس من أسماء الأسد. حكاه ابن جني وهو بناء لم يحكه سيبويه، وأسد فرانس كفرناس فُعائل، وهو مما شذ من أبنية الكتاب) أهـ
فالكلمة إذن عرِّبت على صور مختلفة، واختلاف اللغات آت من عجمة اللفظة، وسمى العرب الأسد (فرانس) و (فرناس) و (فرنوس) لأنه الأول بين السباع كما قال ابن خالويه، وكما يقول الفرنسيون:
وكتاب العرب نسوا ما عربه السلف فنقلوا اللفظة الإفرنجية بلا أدنى تغيير في عهد العباسيين، فسموا الفرناس (برنس) نقلاً عن الفرنسية والذين نقلوا هذا اللفظ بهذه الصورة هم جميع المؤرخين الذين دونوا الوقائع في القرون الوسطى. وإذا عذرنا الجميع من هذا التعريب الحديث فلا نعذر ابن شداد قاضي حلب صاحب كتاب النوادر السلطانية، في المحاسن اليوسفية، فقد قال في حوادث سنة ٥٨٦ هـ (١١٩٠ م): (إن البرنس صاحب إنطاكية، خرج بعسكره نحو القرايا الإسلامية) أهـ
فنستنتج من هذا: أن العرب كانوا يتصرفون في اللفظة الواحدة على مناح شتى، اعتماداً على ما يسمعونه في عصرهم وبلادهم لا على ما نقله أجدادهم، ولا على ما يرونه مدوناً في دواوين من تقدمهم من السلف، بل يعتمدون على لغة الأقوام الذين يطوون بساط أيامهم بين ظهرانيهم. فإذا سلمنا بهذا، عذرنا ابن شداد نفسه لجريه على هذا المنحى من صنع الناطقين بالضاد.
وهل تعلم ما كان اسم البرنس عند بني مُضر في أقدم الزمان؟ كانوا يسمونه (البدء) أي الأول وهو معنى البرنس الأجنبية. والدليل على ذلك ما ذكره ابن خلدون في كتابه العبر، وديوان المبتدأ والخبر (٢: ٢٦٣ من طبعة بولاق): (ولما هلك عمرو ابن عدي، ولي بعده على العرب، وسائر مَنْ ببادية العراق، والحجاز، والجزيرة، امرؤ القيس بن عمرو بن عدي، ويقال له (البدء)، وهو أول من تنصَّر من ملوك آل نصر، وعمال الفرس) اهـ،