للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوقت) ينعى على العالم قبوله بعض الآراء الخاطئة دون تحقيق أو تمحيص، ويذكر على سبيل المثال الهندسة الإقليدسية؛ فهي لا تدرس في المدارس بالطريقة المثلى ولا تفهم على الوجه الصحيح، وإلا فكيف نؤمن بوجود مكتب أو أي جسم إذا كان له طول وعرض وسمك فقط؟ أنستطيع القول أن هذا المكتب موجود إذا لم يشغل حيزاً ولو لحظة قصيرة من الزمان؟

ويستمر في حديثه قائلاً: من الواضح أن لكل جسم امتداداً في أربعة أبعاد: الطول والعرض والعلو (السماكة أو العمق) والاستدامة الزمنية وهذا البعد الرابع (الزمن) لا يختلف عن الأبعاد الثلاثة في شيء سوى أن وعينا يتحرك معه فلا نشعر به كبعد رابع يمكن أن نتحرك فيه. وإني لأعجب كيف يجد بعضهم في فكرة البعد الرابع الهجنة والغرابة. لا أكتمكم أنني كنت من المشتغلين إلى أجل غير قصير بهندسة الأبعاد الأربعة وتوصلت إلى نتائج غريبة: هذه صورة رجل في الثالثة ثم في الثامنة ثم في الخامسة عشرة ثم في السابعة عشرة ثم في الثالثة والعشرين وهكذا. وهذه الصور تمثل في ثلاثة أبعاد كيانه الرباعي الأبعاد الذي لا يتغير ولا يتبدل. انظروا أيضاً هذا الخط البياني، إنه يرمز إلى قراءات البارومتر في فترات متقطعة من الزمان. لقد كان البارومتر مرتفعاً في الصباح ثم انخفض قليلاً عند الظهر ثم عاد إلى الصعود ثم عاد إلى الهبوط وهو في كل هذا يرسم خطاً بيانياً الزمن بعد فيه.

وقد ابتدأ رجال العلم يلمسون هذه الحقائق، فمنذ أجل قصير سمعت أحدهم يتحدث عن الزمن كبعد رابع بمثل هذا التأكيد.

وهنا يعترض أحد الجلوس وهو طبيب: (إذا كان الزمن بعداً كأي أبعاد الفضاء فلم لا نستطيع أن نتحرك فيه كما نتحرك في الفضاء وننتقل فيه كما ننتقل من مكان إلى آخر؟).

وهنا نرى صاحبنا تلتمع عيناه ونسمعه يجيبه تعلو الابتسامة شفتيه: (سؤال وجيه. ولكن قبل أن نحاول الإجابة عليه نريد أن نتحقق من الحقيقة التي يتضمنها كأنها حقيقة مفهومة بداهة. هل حقيقة نستطيع أن نتحرك في الفضاء بسهولة؟ أنا متأكد أن هذا صحيح في بعدين فقط؛ أما البعد الثالث (العلو) فيشذ عن هذا الحكم. وأنى لنا أن نفلت من سنة الجاذبية؟ إننا محصورون ضمن جدران المكان لا نتمتع فيه إلا بقدر ضئيل من الحرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>