(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه، ويهديهم إلى صراط مستقيم)
عناصر الدعوة الإسلامية
تتلخص الدعوة الإسلامية مهما تشعبت فروعها في مبدأ واحد هو (دعوة العالم إلى الخير). فإذا أردنا أن نفصل في هذا المبدأ بعض التفصيل قسمناه إلى نواح ثلاث هي:
التوحيد، والمساواة، والعدل
١ - أصلح الإسلام بالتوحيد فساد العقيدة. فدعا الناس إلى احترام عقولهم بهجر ما كانوا عليه من الأوثان، معلناً أن للكون رباً عظيما، وإلهاً مدبراً حكيما، هو الجدير وحده بأن يعبد.
(لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير)
ولم يخرج بهذه الدعوة على أصل الفطرة وطبيعة الإنسانية، ولم يخالف بها ديناً من الأديان قبله
(فطرة الله التي فطر الناس عليها)
(شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا والذين أوحينا إليك، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى: أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)
٢ - وقرر بالمساواة مبدأ الوحدة الإنسانية التي لا تعرف التفريق بين جنس وجنس، ولا بين لون ولون، ولا بين عنصر وعنصر
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا: إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء. واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)
٣ - وقضى بمبدأ العدل على الظلم والتحكم والاستبداد، وأقربه الأمن والطمأنينة والرضا، ولم يفرق فيه بين قريب وبعيد، ولا بين عدو وصديق، ولا بين مؤمن وكافر: