(ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض، ولكن الله ذو فضل على العالمين)(ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً)
تلك هي نظرة الإسلام إلى الحرب من حيث تقريرها والحكم بمشروعيتها
٢ - وقد نظر الإسلام كذلك إلى أسبابها الداعية إليها نظرة تتفق وغايته من الصلاح العام والمساواة بين الناس والسير فيهم على سنن العدل والرحمة، فلم يبح امتشاق الحسام بدافع الرغبة في الفتح والاستعمار؛ ولم يرض عن حروب العسف والظلم والاضطهاد التي كانت وما زالت تثيرها عوامل الجشع والطمع والاستغلال، ورغبة التسلط على الضعفاء، واستنزاف الموارد، والتضييق على عباد الله. واعتبر كل حرب في هذه الدائرة حرب ظلم واعتداء لا يليق صدورها من أمة تحترم الإنسانية وتعرف لها حقها، وبذلك حصر الحرب في أسبابها المعقولة، وضيق في دائرتها تضييقاً يتناسب مع كونها ضرورة من الضرورات!
وهذه الأسباب هي:
(ا) دفع الظلم والعدوان
(ب) إقرار حرية التدين
(ج) الدفاع عن الأوطان
وإن القرآن ليرشد إلى ذلك في عدة مواضع إذ يقول:
(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)(وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين)(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله)
وأساس الدستور العام في ذلك قوله تعالى:
(إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوْهم. ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون)