بها واستغلال مخالطتها بالسوء. على أن ذلك لا يبرئ الرجل من التبعة واللوم، فإن صفات الرجولة توجب عليه أن يكون قوياً شهماً مترفعاً عن أساليب الخداع والغش التي يتبعها لإيقاع المرأة في الشرك وهي الضعيفة أمام سلطانه. فكان الواجب أن يرد المرأة إلى سبيل الجد والهداية. فلو أنه استغل رجولته وشهامته في عدم الاندفاع في الاختلاط وفي عدم تشجيعه له، لانعدمت الأسباب التي نتج عنها الاختلاط السيئ ولما شكونا مما نشكو منه الآن
وكل ما نريده اليوم هو أن نستجيب إلى النداء العظيم الذي وجهه صاحب العزة الدكتور منصور فهمي بك حيث حثنا على أن نتعاون جميعاً على تنظيم حياتنا الاجتماعية تنظيما جديداً يتناسب مع تقدمنا ومدنيتنا الحقيقية لا المزعومة. وأن نطهر تلك الحياة مما فيها من آثام وشرور قبل أن يستفحل أمرها ويستعصي استئصالها، فواجب كل فرد أن يضع في رأسه أنه مكلف أخلاقياً بأن يساهم في مكافحته للفساد والشر وفي هداية الناس إلى الطريق المستقيم وفي اظهارهم على ما في ذمتهم وما في تقاليدهم من معان سامية ومن تعاليم رفيعة تضمن لهم أمنهم وسعادتهم. فليقم كل منا بأكبر قسط يمكنه أداؤه في دائرته: في منزله أولاً وفي البيئة المحيطة به ثانياً. كذلك نستجيب إلى نداء الأستاذ الدكتور فندعو إلى تأليف جماعات تعمل متضامنة على مكافحة الأمراض الاجتماعية الناتجة عن الاختلاط. ونحن نتمنى أن تتسع هذه الخطوة بأن تساهم الصحافة بقسط أوفر، بأن تكتم أخبار الاجتماعات المختلطة الخاوية، وأخبار الحفلات التي تخلو من كل ما يهم المصلحة العامة وأن تمتنع عن ذكر كل ما يتنافى مع تعاليم الدين وتقاليد البلاد. لعل هذه العقوبة الأدبية ترد الغاوين عن غيهم والمستهترين عن استهتارهم، فلا يلقى مقلدوهم وأنصارهم أي تشجيع إلى أن تموت بالتدريج كل فكرة فاسدة حتى ينصلح حال المرأة ويحسن ظنها وفهمها لمبادئ قاسم أمين فتنفذ آراءه وتعاليمه كما كان يريدها وكما يريدها المصلحون والله أسأل أن يلهمنا التوفيق والسداد.