ويزيد في إيمان العلماء بالزمن كبعد رابع تفسير الظواهر الطبيعية تفسيراً سهلاً وبسيطاً. ولما كانت غاية العلم في شتى مراحله وأطواره السهولة والبساطة، فيجب علينا أن نقبل النظرية. ويرى بعضهم أن الإنسانية في مجرى تطورها ستستطيع مع تقدم العلم واتساع الخيال وأثر التطور في التصور أن تحس وتعي هذا الاندماج بين الزمان والمكان في وحدة الزمان؛ إلا أن هذا لا يبدو قريب الحدوث أو ممكن الحدوث على الإطلاق
جواب سؤالنا الذي صدرنا به هذا المقال يعتمد إذا على معنى البعد في ذهن السائل، فإذا كان يعني هل يشبه الزمان المكان من كل وجهات النظر، وهل نستطيع أن نتحرك فيه بكل حرية كما نتحرك في الأبعاد الأخرى فسيكون الجواب نفياً، وسيبقى نفياً ما دام الإنسان إنساناً يحس بأنامله ويرى بعينيه ويشعر بالفرق بين الماضي والمستقبل. وفي نظرية النسبية نفسها لا يزال هناك بعض الفروق بين الزمان وأبعاد المكان كاعتبار الزمان خيالياً لانضوائه على الجذر التربيعي للوحدة السالبة. أما إذا عنى السائل هل في الإمكان خلع الزمان والمكان على الأجسام والحوادث واستخدامها كوسائل لربط هذه الحوادث والأجسام الطبيعية بعضها ببعض فيكون الجواب إيجاباً، لأننا نستطيع أن نختار هياكل الإسناد كما نشاء خصوصاً التي تعود علينا بأكبر قسط من السهولة والوضوح
وسنشرح في مقال تال خصائص كونٍ رباعي الأبعاد سواء كان هذا البعد الرابع زماناً أو مكاناً، ففي هذى الخصائص طرافة يجدر بالقراء أن يطلعوا عليها.