وإليك بعض الأدلة التي نتأكد فيها من اندماج الزمان بالمكان.
فنحن عندما ننظر - على طول بعد واحد - أحد النجوم فليس ما نراه هو صورة النجم في وقت الرصد، وإنما نراه كما كانت قبل وقت الرصد بزمن هو الوقت الذي استغرقه الشعاع الضوئي حتى يقطع المسافة بين مصدر النور وآلات الرصد. وإذا علمنا أن شعاعة النور (من السدم اللولبية مثلاً) تحتاج حتى تصل إلى نظامنا الشمسي مليوناً من السنين، أدركنا مقدار تدخل الزمن في البعد المكاني، وعرفنا أيضاً قدر المسافة التي نستطيع أن نرى فيها من الماضي؛ وربما بتحسن الآلات وبناء مراقب أكبر حجما نستطيع أن نرى نجوماً أبعد من هذه بكثير؛ وعندها يزيد مقدار ما نستطيع أن نراه من الماضي. من هذا يتبين أننا نستطيع أن نتحرك في البعد الرابع الزمني كما نتحرك في البعد المكاني، ويخيل إلي أن العلم لا ينكر إمكانية رؤية المستقبل، فلو تصورنا أن لدينا طائرة مسرعة تفوق سرعة الزمن فعندئذ نفلت من قيود الزمن ونرى المستقبل. أما أن يتسنى لنا التعرف إلى الإنسان في المستقبل فهذا محال، لأن وجود إنسان المستقبل يعتمد على وجود إنسان الحاضر الذي لا يدوم إلا إلى أجل قصير، ولأن رؤيتنا الأشياء تتطلب أن نكون أحياء نحس ونفكر
إذا تحركنا بسرعة النور فإننا نرى صورة واحدة للعالم لا تتغير ولا تلين؛ ذلك لأن الزمن يمر بنا بسرعة النور، ولذلك لا نستطيع أن نتحقق ما يحدث لأجسامنا إذا قدر لنا أن نطير بسرعة النور النسبية تقول إن أي جسم تبلغ سرعته سرعة النور يصير إلى العدم طبقاً لناموس انكماش فتز جيرلد
نعتبر الزمن بعداً رابعاً لأننا نستطيع أن نقيسه بوحدات تماثل الوحدات التي نقيس بها الأبعاد المكانية، فالثانية تعادل (١٨٦٠٠٠) ميل وهذا الرقم هو سرعة النور في الثانية. ونعتبره بعداً رابعاً، لأنه متعامد مع المتعامدات الديكارتية الثلاثة، وقد أثبتت التجارب هذه الحقيقة؛ فتجربة ميكلصن - مورلي - التي كانت أساس النسبية والتي قصد بها أن يعرف الفرق بين سرعة النور في اتجاهين متضادين: الأول اتجاه سرعة الأرض والآخر عكس هذا الاتجاه، ولما لم نجد أي فرق كما أثبتت التجارب المتوالية، فيجب أن نحكم أن سرعة النور وهي وحدة الزمن كما قلنا سابقاً يجب أن تكون في اتجاه عامودي لسرعة الأرض التي هي بالنسبة لنا تعبير عن المتعامدات الثلاثة الديكارتية