والكلمة مركبة من (مرْزَ) وهو حد المملكة وثغرها. ومن (بان) أي حافظ. ومحصلها (حافظ الثغر) كالمركيس سواء بسواء
ومن الغريب أن القاموس والتاج يذكرانها في (رزب)، وكان الأفضل أن تذكر فيه (مرز) أو في (م رزب أن) لأنها تعتبر مركبة من صدر وعجز، أي من (مرز) و (بان) أو تعتبر كلمة واحدة وجميع أحرفها أصولاً، لأنها أعجمية، وقد صرحوا مراراً لا تحصى أن أحرف الأعجمي كلها أصول. قال القاموس والتاج في (رزب):
(المرزبة كمرحلة رياسة الفرس). تقول: فلان على مرزبة كذا. وله مرزبة كذا كما تقول: له دهقنة كذا. (وهو مرزبانهم بضم الزاي): رئيسهم، تكلموا به قديماً. كذا في شفاء الغليل. وفي الحديث: أتيت الحيرة فرايتهم يسجدون لمرزبانِ لهم. هو بضم الزاي وهو الفرس الشجاع المقدم على القوم دون الملك، وهو معرَّب (ج مرازبة) وفي لسان العرب: وأما المرازب من الفرس، فمعرب. وقال ابن بري: حُكى عن الأصمعي أنه يقال: الرئيس من العجم: مَرْزُبان ومَرْزُبان بالراء والزاي وانشد في المعجم لبعض الشعراء:
والأرض فارس والإقليم بابل والْ ... إسلام مكة والدنيا خراسان
إلى أن قال:
قد رتب الناس جمُّ في مراتبهم ... فمرزبانٌ وبطريق وظرخانُ
وقال المسعودي في التنبيه والإشراف (ص ١٠٣ من طبعة الإفرنج): (فإما المرزبان، فهو صاحب الثغر، لان (المرْز) هو الثغر بلغتهم، و (بان): القيم. وكانت المرازبة أربعة: للمشرق والمغرب والشمال والجنوب كل واحد على ربع المملكة)
وأما اللغويون المحدثون، فذكروا المرزبان في (مرز) أيضاً فهم كالشاء، وقد قيل في المثل يا شاة أين تذهبين؟ قالت: أُجَزْ مع المجزوزين؛ أو كالقرار وقد قيل فيها: نزْو الفرار استجهل الفُرار