فتية وصبية. قلت (أي الشارح): فإذاً صواب ذكره في دحا دحواً. وفي الحديث يدخل البيت المعمور كل يوم سبعون ألف دحية، مع كل دحية سبعون ألف ملك) آه كلام الشارح
قلنا: وكل ذلك موافق لما ذكره اللغويون اللاتين للكلمة فليست الدِحْيَة إذن من لغة اليمن، ولا من الفارسية فهي عربية محضة، وهي تشبه مقلوبها (حدا يَحدو) يقال: حدا الإبل ساقها، وحدت الريح السحاب: ساقته. ولاشك في أن (حدا) مقلوب (دحا) أو (دحي). لأن (دحا) موجودة في العبرية والإرَمية، بخلاف (حَدا). ووجود (دحا) في اللغات الثلاث الساميات القديمات: العبرية، والعربية، والإرمية، أدل دليل على أن اللاتين هم الذين اخذوا لفضتهم من الساميين، منذ اقدم الأزمنة، لو جاز لنا هذا القول
١٤ - المركيس
١٥ - الَمْرزُبَان
لم تعرب المركيس في قديم الزمن، إنما عربت في عهد العباسيين، لأنها نشأت في عهدهم؛ وكثيراً ما وردت في كتب المؤرخين، كقول ابن الأثير في سنة ٨٣ هـ:(واتفق أن إنساناً من الفرنج الذين داخل البحرية يقال له (المركيس) آه.
وفي أغلب النسخ ورد: المركيش بالشين المعجمة. وقد كثر ورود هذا اللقب في جميع كتب التاريخ في عهد الصليبيين؛ حتى أننا لا نرى حاجة إلى الاستشهاد بها. على أن بعض المعربين النقلة في عصرنا هذا يذكرونها بصورة مركيز، وماركيز، وماركيس (راجع المعاجم الفرنسية العربية). وفي معجم نجاري بك الفرنسي العربي:(ماركي) وهو لفظها الفرنسي: وسمى مؤنثها (ماركيزة)؛ وكان عليه أن يقول:(ماركيز) جرياً على لفظها الفرنسي أيضاً. أو كان يحسن به أن يقول في المذكر:(ماركيز) ليصح له أن يقول في المؤنث (ما ركيزة). والذين نقلوا الكلمة عن الإنكليزية قالوا: ماركويس ومركيز (راجع معجم بادجر الإنكليزي العربي). فهذه سبع لغات لحف واحد أعجمي. وأحسنها مركيس بسين مهملة في الآخر، لقدمها وقربها من اصلها وخفة لفظها
والمركيس مشتقة من ومعناها التخم، والحط، والثغر، والفرجة. فكان لمركيس رجلاً عسكرياً قائماً على حفظ الثغر، ثم نقل إلى لقب شرف. وهذا اللقب الإفرنجي، يقابل اللقب