لأجل أن يصير الشاب المسيحي قسيساً لابد له أن يدرس دراسة طويلة شاقة، وان يزود بألوان من المعارف لا يضفر بها غيره ممن يعدون أنفسهم لأي نوع من الحرف الدقيقة الخطيرة، كالطب والقضاء والهندسة وغير ذلك - ويؤخذ بضروب من الرياضة البدنية والروحية، ويصقل صقلاً يجعله بعد ذلك متميزاً عن غيره صالحاً لأداء مهمته الشاقة احسن أداء. تقضي مدة دراسته تحت حراسة يقظة ورقابة دقيقة ورعاية كريمة وإرشاد متواصل وتوجيه سامي وتدريب شاق ورياضة طويلة، حتى يصير رجلاً نموذجياً في جسمه وعقله وخلقه وذوقه وعاداته وأكله وشربه ونومه وغير ذلك من كل ما يدخل تحت النقد والتكوين فأين هذا مما يلقى طلاب الأزهر من الإهمال والتضييع
١ - مناهج قد ازدحمت بكل معاد ثقيل لا فائدة منه
٢ - سنة دراسية يضيع اكثر من نصفها في العطلات
٣ - يترك الطلبة يسكنون في مساكن غير صحية وفي أحياء قذرة ويتعرضون إلى أفأت خلقية وجسمية ومتاعب معاشية وأضرار لا يجهلها أحد ممن عرف الأزهر والأزهريين
٤ - نقص كبير في المناهج
رسالة المتخرجين في الأزهر
والآن فلنوازن بين ما يعمله رجال الدين المسيحي وبينما يعمله التخرج في الأزهر: رجل الدين المسيحي يتخرج فيجد أمامه عملاً جليلاً ثقيلاً يحتاج إلى مثل أعمار النسور وهمة الجن ودأب النمل: يشتغل راعياً في الكنيسة، فيدرس الحي الذي يعمل فيه دراسة دقيقة شاملة، ويتصل بكل ما فيه من أبناء ملته، ويكون وسيلة التعارف والتأليف بينهم، وهو في كل ذلك محتفظ بكرامته مكانته، وذلك لما توفر عنده من اللباقة والإخلاص، ويعمل على تأسيس جمعيات عملية لا قولية تقوم بجمع الصدقات وتأسيس المدارس وإقامة المشافي والصلح بين المتخاصمين والتأليف بين الزوجين، وهو في كل ذلك الرأس المدبر واليد العاملة والقلب الخافق الحي، ولن يفشل في أي مشروع يحاوله أبداً لان الإخلاص سائقه والعزم حليفه والله رائده؛ فنجد الكنيسة إذا ما استقرت في مكان ما صارت مركز هداية