للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالقصة من هذه الناحية مدرسة لها قانون مسنون وطريق ممحصة، وغاية معينة، ولا ينبغي أن يتناولها غير الأفذاذ من فلاسفة الفكر الذين تنصبهم مواهبهم لإلقاء الكلمة الحاسمة في المشكلة التي تثير الحياة أو تثيرها الحياة، والأعلام من فلاسفة البيان الذين رزقوا من أدبهم قوة الترجمة عما بين النفس الإنسانية والحياة، وما بين الحياة وموادها النفسية في هؤلاء وهؤلاء، تتخيل الحياة فتبدع أجمل شعرها، وتتأمل فتخرج أسمى حكمتها، وتشرع فتضع اصح قوانينها.

(وأما من عداهم ممن يحترفون كتابة القصص فهم في الأدب رعاع وهمج كان من اثر قصصهم ما يتخبط فيه العالم اليوم من فوضى الغرائز - هذه الفوضى الممقوتة التي لو حققتها في النفوس لما رايتها إلا عامية روحانية منحطة تتسكع فيها النفس مشردة في طرق رذائلها

إذا قرأت الرواية الزائفة أحسست في نفسك بأشياء بدأت تسفل، وإذا قرأت الرواية الصحيحة أدركت من نفسك أشياء بدأت تعلو. تنتهي الأولى فيك بأثرها السيئ، تبدأ الثانية منك بأثرها الطيب، وهذا عندي هو فرق ما بين فن القصة، وفن التلفيق القصصي!!

هذا هو رأي الأستاذ الرافعي ننشره على اصله، لينظر فيه الكثير من شبابنا الناشئين، الذين أقبلوا على كتابة القصة، لعل فيه ما ينفعهم ويفيدهم، ويمهد لهم سبيل الكمال في إنتاجهم.

اسعد حنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>