النفس، فكتب عن إحدى الممثلات المصريات كلمة ذات وجهين أحدهما قبيح، وتحدثت هي في ذلك بالتليفون إلى عبد القادر باشا، وبعد لحظة دعا ذلك المحرر عنده وعنّفه أشد التعنيف، وأمر بفصله من (البلاغ) وكان كثيراً ما يفعل ذلك معه ومع غيره ثم يعفو، ولكنه في هذه المرة لم يقبل فيه شفاعة شافع، ولم يرى العاملون مع عبد القادر حمزة أنه غضب من شيء بمثل ما غضب في ذاك)
فهذه الفقرة بسيطة جدا، ولكنها قوية جداً، بفضل قوة المعنى الذي انطوت عليه إظهار الغضب على من يستبيحون غمز الأعراض
ولم يتسع وقت الأستاذ الزيات لرثاء عبد القادر حمزة في إحدى افتتاحياته التي يحتفل بتجويدها كل الاحتفال، فكتب في البريد الأدبي كلمة قصيرة، ولكن تلك الكلمة على قِصرها أدت الواجب في توديع صاحب البلاغ أجمل أداء، وأكاد أحسبها لخصت تاريخ صاحب البلاغ أبرع تلخيص
والمهم هو تذكير أصدقاء الرسالة بواجب فكرت فيه مرات كثيرة ثم صرفتني عنه الشواغل، وهو تعقّب كل عدد بالنص على ما فيه من دقائق تفوت بعض القراء
لو قام بهذا الواجب أحد أصدقاء الرسالة لنص على العذوبة في قول الشاعر محمود حسن إسماعيل
الليلُ ناداني ... من عالمٍ ثانِ
وقال: يا فاني ... هيّجت أحزاني
فهذا والله من نفيس الكلام، كما كان يعبّر محمد بن داوود طيّب الله ثرَاه!
أقسمت بالخمر والنساء
كان الأستاذ (محمد لطفي جمعة) قال في كلمة نشرها بجريدة الدستور: إن الشاعر علي محمود طه أول من أقسم بالخمر والنساء حين يقول:
أقسمت بالخمر والنساءِ ... ومجلس الشعر والغناءِ
وهذا حق، ولكن فات الأستاذ لطفي جمعة أن ينص على أسماء بعض الشعراء الذين سرقوا هذا المعنى من شاعرنا المهندس ليبيّن فضله في إذاعة المبتكرات من المعاني الشعرية
ولو أنه وفىّ هذا البحث بعض حقه لأشار إلى أن سبط ابن التعاويذي المتوفى سنة ٥٨٤