وقت إلى وقت لتلخيص رسائل قرائي، ولكن أعتذر لتحقيق المعنى الذي أشرت أليه، وهو السلامة من التكبر والازدهاء
فهل أستطيع اليوم أن أقول إني شعرت بالرهبة حين قرأت خطاب الأديب (رضوان العوادلي)؟ وهل أملك التصريح بأن خطاب الأديب (أحمد العجمي) أوقعني في زلزال، وكأنه خطاب الأديب (شلتوت) أو خطاب الأديب (أنور الحلبي)؟
إن لقرائي فضلاً لن أنساه، فهم يحببون إلي الدنيا والوجود، وهم يسوقونني سوقاً إلى الاعتزاز بسنان القلم وسلطان البيان
ولكن لي عليهم حقاً يفوق حقوقهم عليّ، وهو دعوتهم إلى أن تكون لهم غاية وطنية وروحية فإني أرى لهم قدرة على التعبير الجميل، وتلك موهبة يعز علينا أن تضيع
هل يذكرون أني حدثتهم مرة بأني لم أشرب فنجان قهوة في غير داري قبل أن أظفر بإجازة الدكتوراه وقبل أن أبلغ الثلاثين؟
شبابكم، شبابكم، يا قرائي، من أبناء الجيل الجديد
إحذروا، ثم إحذروا، أن تضيع من دمائكم قطرة في غير الواجب
وتذكروا، ثم تذكروا، أنكم خلفاؤنا في الحياة الأدبية والفلسفية
واعرفوا، ثم اعرفوا، أن المجد الأدبي لا يُنال بالأماني، وإنما يُنال بالجهاد الشاقّ، فكونوا عندما نريد لكم من كرائم الآمال، ثم تيقنوا أن الدنيا لكم إذا واجهتموها بعزائم المجاهدين الصادقين
كتب الله لكم عافية البدن، وطهارة القلب، وسلامة الروح
محصول (الرسالة)
بين الموظفين برياسة مجلس الوزراء أديب يتخير الأطايب من محصول (الرسالة) ثم يدونه في دفتر خاص، وقد لاحظت أنه لا يتخير إلا الفقرات الموسومة بالرصانة والرنين، وفي هذه الكلمة أوجه نظره إلى أن الكلام قد يصل إلى أوج القوة وإن لم يظهر أن صاحبه قد احتفل بالأسلوب
ومن أمثلة ذلك قول الأستاذ محمود الشرقاوي في وصف شمائل صاحب البلاغ:
(كان محرر السينما والمسرح بالبلاغ في إحدى السنين شاَّباً قليل الخبرة، ولو أنه طاهر