إنكم تهربون من منازل التكريم والتشريف، وإلا فكيف جاز ألا يزيد بركم بمنكوبي الغارات عن بضعة آلاف؟
أخرجوا من دنياكم في سبيل المنكوبين من مواطنيكم، لتظفروا بزاد نفيس من رضا الله الذي تفضل فأسبغ عليكم أثواب الغنى والعافية والأمان
أخرجوا من دنياكم، لتعودوا إليها أعزاء، فالله لا ينسى ولن ينسى من يخرج من دنياه لمواساة المكروبين
الله عز شأنه يقول:(من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)
فهل علمتم أن هنالك وعداً أرحب من هذا الوعد؟
هو قول الله عز شأنه:(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء)
وما عسى أن يكون الإنفاق في سبيل الله إن لم يكن في مواساة من دعوناهم لحفظ الحياة في أجمل المدائن، ثم نكبهم الدهر اللئيم بما أراد؟
أليس من الكرب الماحق أن تدعونا الكوارث إلى استدرار العطف على المنكوبين من أهل الإسكندرية وكانوا أشجع الناس وأسعد الناس؟
لو كنا نملك من أمورنا ما نريد لأقمنا قبوراً من الياقوت لمن عدا عليهم الموت من أهل الإسكندرية، فما كانوا إلا ذخيرة من أكرم ذخائر الوطن الغالي، فكيف نضن بالعطف على أحيائهم المنكوبين بالغارات، وكان آباؤهم وأجدادهم أمل الوطن في حماية ذلك الثغر الجميل؟
إسكندرية!! إسكندرية!!
إليك أقدم تحيتي وعزائي!
فلان وفلان
من عادتي أن أنوه بما يقوله فيَّ أعدائي، وأن أسكت عما يقوله في أصدقائي، رغبة في السلامة من آصار التكبر والازدهاء
ولو أني أطعت الأستاذ الزيات لكان لي مع أصدقائي حال غير هذه الحال، فهو يدعوني من