للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المجتمع؟

ما قيمة الحياة إن لم نثق بأننا أهل لإغاثة الملهوفين حين يعتسف البلاء؟

رحمة الله على أيامنا السوالف، ثم رحمة الله على ليالينا الخوالي!!

كنا أجود من الغيث حين نسمع بنكبة حلت بشعب من الشعوب، ولو ضَعُفت بيننا وبينه الأواصر والصلات، ألم يتوجع شعراؤنا الكبار للزلازل التي وقعت في بلاد الطليان وبلاد اليابان؟

ألم نؤلف اللجان لمنكوبي الحرب الفلندية؟

فما سكوتنا اليوم والنكبة حلت بسكان الإسكندرية وطن الفتوة والجمال؟

كان مصطفى كامل يقول: الإسكندرية معقل الحزب الوطني

وكان سعد زغلول يقول: الإسكندرية معقل الوفد المصري.

وكذلك كانت الإسكندرية مدينة مدّللة يتودد إليها جميع الأحزاب، فما حالها اليوم في أنفس الزعماء؟

الإسكندرية - مدينتنا البحرية الجميلة - تعاني عذاب التشريد ونحن صامتون صمت الأموات!

الإسكندرية - عروس الماء - التي دانت جميع شعرائنا وكتابنا تنظر اليوم إلى من يواسيها بكلمة رثاء، وإلى من ينظر إلى أبنائها نظرة إشفاق

وإلى من يتوجه أبناؤها المشرَّدون؟ إلى أين؟

أيتوجهون إلى الريف وأهل الريف في أغلب أحوالهم فقراء؟

دعوا هذا الحل، فهو لا ينفع بشيء، واسمعوا كلمة الحق:

يجب أن يكتتب القادرون من الأمة بمبالغ تتفاوت بتفاوت القدرة المالية، ثم يكون ما يُجمع من الاكتتاب ذخيرة تُدبر بها وسائل العيش المقبول لأولئك المنكوبين، على شرط أن يعيشوا من كسب أيديهم في الحدود التي تسمح لهم بالتسبب والارتزاق، وليس ذلك بالأمر المستحيل

وما سبعون ألفاً حين توزّع همومهم على ستة عشر مليوناً؟

أتريدون أن أقول مرة ثانية إنه عدد بلا محصول؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>