٢ - (يأهل الذكاء تعجبوا ممن كان عيبه مستوراً فأبى إلا إشاعته وصيرورته مشهوراً، وبيان ذلك أن قوله (أتوا من بلادهم لأجل التعلم) فيه اعتراف بالجهل بما يطلب تعلمه وما لا يطلب، وذلك أنه قد تقرر في شريعة المسلمين أن المطلوب تعلمه من أقسام العلم العلوم الشرعية وآلاتها وهي علوم العربية، وما زاد على ذلك لا يطلب تعلمه، بل ينهى عنه. ومن المعلوم أن النصارى لا يعلمون شيئاً من العلوم الشرعية، ولا من آلاتها بالكلية، وأن غالب علومهم راجع إلى الحياكة والقبانة والحجامة وهي من أخس الحرف بين المسلمين. وقد تقرر في شريعتهم أنها تخل بالعدالة. وهل كذب الرب جل جلاله في قوله:(ولكن أكثر الناس لا يعلمون. يعلمون ظاهراً من الحياة وهم عن الآخرة هم غافلون) وصدقت أنت في زعمك يا مفتون؟ فما أقبح حالك! وما أفظع مقالك)
٣ - (إن قوله: امتداد القلنسوة يمنع عيونهم من ضرر البرد فيه فضيحة عظيمة، ومثقبة وخيمة، إذ لم يلتفت لمنع الامتداد المذكور من السجود للملك المعبود!)
٤ - (وقد بقيت عليك وعليهم ورطة الإقامة في بلاد الكفار بالاختيار حيث لا جمعة ولا جماعة ولا أذان ولا إقامة ولا شعيرة من شعائر الإسلام، ومحل عبادة الأصنام والأوثان والصلبان؛ كيف يرضي بذلك من في قلبه إيمان؟ لا سيما وهو معرض للموت في كل نَفَس وأوان، وقبورهم حفر من النار، فكيف يختار المؤمن دفنه بها؟ فاخلعوا فوراً زي الكافرين، وهاجروا لبلاد المسلمين إن كنتم مؤمنين)
٥ - (وقوله لم يرد تحريمها لا في كتاب ولا في السنة ولا في أقوال الأئمة فيه نداء على نفسه بالجهل والقصور، إذ قد دل الكتاب على تحريمها بقوله: (واسجدوا)، وبقوله:(خذوا زينتكم عند كل مسجد) وبغير ذلك من الآيات؛ ومعلوم أنها مانعة من السجود، ودلت السنة على ذلك في قوله:(أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء. الحديث؛ وانعقد الإجماع على تحريمها ولا بد من استناده لكتاب أو سنة، وهو معصوم عن الخطأ كما هو معلوم؟ كيف يجوّز أحد من المسلمين لبسها وهو كفر إجماعاً أو على قول؟!)
٦ - وقوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم لبس جبة رومية ضيقة الكمين، فضيحة فاضحة، لأن الجبة الذكورة لم يختص بها الكفار ولم تصر شعاراً لهم. . . وكيف تتجاسر يا أحمق يا مفتون يا غبي على نسبة لبس ملبوس النصارى الذي صار زياً لهم وعلامة