على ذلهم وإهانتهم وكفرهم، إلا أشرف الخلق ومنبع الدين الحق، فأي فضيحة أفضح من هذه الفضيحة، وأي شنيعة أشنع من هذه الشنيعة، يا أعمى البصيرة، ويا خبيث السريرة؟ شقيت شقاوة لا تسعد بعدها أبداً، وصار دمك مهدوراً، والسعي في سفكه واجباً مشكوراً)
٧ - وختم الشيخ رده بهذه النتيجة بعد كلام طويل:
(إنه تقرر في شريعة المسلمين أن حكم هؤلاء أمرهم بالتوبة والرجوع إلى دينهم، والتزيي بزي المسلمين. وإمهالهم لذلك ثلاثة أيام، فإن فعلوا ذلك قبلت توبتهم، وخلى سبيلهم؛ وإن تمت الأيام الثلاثة ولم يتوبوا، قطعت رقابهم بالسيف، ولا يغسلون، ولا يصلى عليهم لموتهم على الكفر. . . والسلام على من اتبع الهدى حامداً لمن نور قلب المؤمنين بالإيمان. . .)
هذه هي الرسالة العليشية، ولكل قارئ أن يحكم عليها بما يشاء، وأن ينقد أسلوبها في البحث، ولغتها في الحوار، وأدبها في المناظرة، على أن يقدر ظروف العصر الذي كتبت فيه، ونوع الثقافة التي كانت تسيطر على أهل العلم يومئذ؛ فإن كثيراً من تلك الأحوال، قد هذبه الزمان، وأصلحته الأيام
وأهم ما في الرسالة في نظري مما ينبغي أن تستخلص منه العبرة، هو محاولة المؤلف في جد واهتمام تكفير بعض المؤمنين أو تفسيقهم لأنهم أخذوا برأي لا يوافق رأيه، ولا يتمشى فيما يحسب مع رأي جمهور المسلمين!
وهذه النزعة إلى التكفير أو التفسيق بما لا كفر فيه ولا فسوق ما تزال سائدة في جو الأزهر، وقد انبثت عدواها على يديه في كثير من أنحاء مصر والشرق، فمنكر الوسيلة والتوسل كافر عند فلان، ومنكر سحر النبي صلى الله عليه وسلم كافر عند فلان، والذي لا يتلقى بالقبول كل ما يروون من المعجزات والكرامات شاك مكذب، والذي يدعو إلى تهذيب العقائد مما ألم بها من خرافات وأوهام لا يعرفها الإسلام ضال مضل، والذي ينهى عن الإحداث في الدين والابتداع في العبادات متهجم على الشريعة، منكر لما تلقته الأمة بالقبول!
تجد هذا كله إلى الآن، وتجد العامة في أقاليم مصر وأقطار الشرق يتعاركون فيه ويختصمون عليه، ثم يتجهون إلى علماء الأزهر بأسئلتهم: ما قولكم دام فضلكم في رجل