للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- خالصاً من شوائب النقص والتلكؤ في الوفاء - وليس يحل للرجل إلا ما رضيت به نفسها طائعة سمحة، فقد يطيب لها أن تجامله أو ترغب في معونته (فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً). ونحن إذ نرى الإسلام يتحرى الاحتفاظ بحقوق الزوجة في مثل هذه الآيات، لا يعزب عن خواطرنا أنه كذلك يستبقي للرجل كرامته، ويؤيد ماله على الزوجة من الهيمنة، وأن زوجاً يتَناسى مكانة الرجولة، ويبتاع بها شيئاً من حطام الزوجة، لهادم بيده بناء الأسرة، وواضع نفسه حيث لا ترضى طبيعة الرجولة ولا تطمئن الكرامة إلى حراسته لأنوثة الزوجة

وإلى جانب ما ذكر القرآن من أدب الزوج، جاءت سنة النبي (ص) بالكثير من وصايا الأزواج، فيقول (ص): (استوصوا بالنساء خيراً، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتموهن بكلمة الله). ويقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي). ويقول: (أن المرأة خلقت من ضلع أعوج، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها)

فالزوجة في اعتبار الإسلام أمانة عند الرجل، وهو مسئول عن الأمانة في غير هوادة أمام الله، والمرأة مخلوقة من ضلع، وهو أعوج بطبعه، فلا بد أن يكون بالزوجة بعض القصور، فمن شاءها تامة المواهب، وطمع في كمال النضج منها، فإنما يطمع في محال لم تتهيأ له طبيعة المرأة

وإن حاول الرجل تقويم المعوج منها كسَرها، وكسرها هو الطلاق، فليرتفق بها ما استطاع، لئلا يذهب تعديلها إلى كسرها بالطلاق، والطلاق مكروه عند الله، وإن كان جائزاً شرعاً

والنبي (ص) يصرفنا عن التعرض لذلك بقوله: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)

فالمرأة على أي حال بحاجة إلى الصبر على ما يمكن احتماله منها؛ ومن شرف الرجولة أن يكون الزوج سمحاً لا غضوباً، وبساماً لا قطوباً، وأن يكون محسناً معها في كل آن، وصاحب اليد عليها في كل شيء؛ واليد العليا خير من اليد السفلى كما يقول الرسول

(ب) أدب الزوجة

أما أدب الزوجة مع الزوج فيتمثل واضحاً في قول النبي (ص): (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها). . . فانظر إلى هذا البيان الجامع الحق، تر

<<  <  ج:
ص:  >  >>