لسيدك موعدنا يوم كذا، وقل له أن يضم إلى مجلسه اخلص المخلصين له، وكان عند السلطان غلامان لا يطيق فراقهما لحظة، فلما حل اليوم اقبل الشيخ في قلة من أصحابه مدججين بالسلاح فجعل يحادث السلطان فقال السلطان للشيخ سألت عن إخلاص قومي وكفايتهم، وأني مريك الآن ما لم تراه، وكان المجلس غاصا بالقواد والوزراء، فرمى السلطان بخنجره من شرفة المكان إلى الوادي فترامى القواد لإحضاره فهلكوا جميعا. فقال الشيخ نعم القوم قومك. فقال السلطان وهل أنت على مثل ذلك من قومك؟ قال لي كلام أقوله لمولانا في خلوة. فأخرج السلطانكل من كانوا عنده عدا الغلامين، فنظر إليهما الشيخ وقال يا عبدي مولانا إذا قلت لكما أن مولاكما هذا يهدد شيخكما ويفسد عليه أمره، فماذا تفعلان به؟ فاستلا سيفهما ولوحا بهما على راس السلطان وقالا نقتله، فدهش السلطان وحار في أمره ثم التفت إلى الشيخ يقول انصرف فأنت في حل مما تفعل. . .
وقد توفي الحسن ابن الصباح عام ٥١٨ هـ وتولى الزعامة بعده نحو سبعة من الرجال نجد ترتيب زعامتهم في دائرة المعارف الإسلامية مادة وقد ظلت الزعامة في طائفة الحشاشين قائمة في قلعة آلموت حتى ٦٥٤ هـ أي نحو قرنين لم يبطل لهم فيهما شر، ولم يكفوا في أثنائهما عن أذى إلى جانب إفساد الأخلاق بتعاطي الحشيش وتحليل المنكرات وإباحة الملذات.
وكان من اكبر دعاتهم في أفريقية رجل خرج من صنعاء يقال له أبو عبد الله احمد بن محمد بن زكريا، ويعرف بالشيعي يبعث الدعوة للمهدي. أما مصر فلم يكن لهم فيها حوادث أو وقائع، اللهم إلا تلك الخرافات يرويها الناس عنهم كقصة الشاطر حسن وشيخ الفداوية. أما القبة الموجودة الآن في العباسية والتي يزعمون إنها للفداوية فقد كانت قبة للصلاة بناها الأمير يشبك بن مهدي الداودار عام ٨٨٤ هـ في ولاية السلطان قايتباي، وقد تداعت فرممها الأمير حسين كتخدا ثم رممها ديوان الأوقاف الخيرية عام ١٣١٧ هـ في عهد محمد توفيق باشا.
ولا يزال للإسماعيلية إلى وقتنا هذا صوت كدبيب النملة، وزعيمهم آغاخان الذي عرف واشتهر بوفرة ماله لا بزعامة لتلك الطائفة الموزعة بين الهند وفارس. والظاهر أن القوم قد غيروا ما عرف به سلفهم من قبيح العادات والتقاليد، وإلا لما استطاعوا الإقامة بين