أن أصنع شيئاً) فقال بحدة وكان قد لان عند السؤال الأول: لا. لا تصنع. فمهما كانت صلتك بصاحب البلاغ فإن صلتك بي أقوى. وسيقال: إن العَرض جاء من جانب أحد أصدقائه)!
وانصرفت وفي نفسي أن الموقف يحتم اجتماع القلمين وأن لا بد لهما من الاجتماع؛ وبقى أن أتفادى غضب العقاد
فتركت أياماً قليلة تنقضي وزرت الراحل الكبير في جريدة البلاغ في المساء حيث تكون في مأمن من مشاغل العمل
ودار الحديث عن المعارضة ووجوب تنظيمها وتوجيهها، وانسللت من هذا إلى أن أقول:(ولكن هناك قوة معطلة عن العمل وهذا وقتها) فقال: (تعني الأستاذ العقاد؟) قلت: (نعم) قال: (ولماذا لا يعود؟ أن البلاغ وكره القديم!) قلت: ولكنك يا سيدي تعرف العقاد وتعرف أنه مغضب من البلاغ ولا بد من شيء من جانب البلاغ) قال - رحمه الله - (إنك صديقه وأنت واحد كذلك من أسرة البلاغ وأنت مفوض مني في قول ما تقول للأستاذ وفي صنع ما تراه باسمي).
وتذكرت - حينئذ ما سيلقاني به العقاد وما سيظنه بي من الظنون، وخفت أن تفسد الحيلة وأبديت هذه المخاوف للرجل العظيم، فابتسم وقال:(وهو كذلك، دعني أتصرف) وتصرف بالفعل، واجتمع القلم الجبار والقلم الرصين على صفحات البلاغ.
ذلك طرف من التاريخ أذكره، وصورة ذلك العهد حية ماثلة في نفسي وفي نفس كل من تتبعوا ذلك الصراع العجيب في تلك الأيام
سيد قطب
نيابة بعض الحروف عن بعض
جاء في ختام الكلمة القيمة الموجزة للباحث المتمكن الأستاذ (أ. ع) ما يأتي:
(ولم أر فيما لدي من المراجع أن اللام تنوب عن الباء، ولكنهم قالوا بنيابتها عن (في). . .)
وأقول: إنها جاءت نائبة عن الباء في قول أبي تمام من قصيدته السينية المشهورة بمدح