للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أجل ذلك كان السواد شعار المحزونين

لفتة أندلسية

وبهذه المناسبة أذكر بيتين يشهدان بأن أهل الأندلس كانوا في الحداد يلبسون البياض لا السواد، فقد قال أحد الشعراء:

يقولون البياضُ لباسُ حزنٍ ... بأندلسٍ وذاك من الصواب

ألم ترني لبست بياض شيبي ... لأني قد حزنت على شبابي

تأثير البيئة

وأذكر بهذه المناسبة أيضاً أن الذين زاروا الأندلس من أهل المشرق كان فيهم من دهش حين رأى بعض القضاة يجلسون للحكم بين الناس ورءوسهم عارية، ولم يفهم أن هذا من تأثير البيئة، فأهل أوربا ينزعون أغطية الرءوس في المواقف الجدية، وبهم تأثر العرب في الأندلس، فكان من قضاتهم من ينزع عمامته عند الجلوس للحكم بين الناس

ولكن عمن أخذ الشيخ (فلان) خلع العمامة والاكتفاء بالطاقية في إحدى المحاكم الشرعية؟

أبق عمامتك على رأسك، يا شيخ فلان، فقد حدثني من أثق بروايته أن المحتكمات إليك من الملاح لا يرين ما تراه من ذلك التظرف (المقبول) وفيهن من ترى أن الطاقية لا تصلح غطاء لرءوس رجال الشرع الشريف!

وغفل المقَّري صاحب نفح الطيب عن تأثير البيئة حين نص على أن أهل الأندلس تفردوا بشرب الخمر على قارعة الطريق، وأقول إن هذا من تأثير البيئة الأوربية، وليس شاهداً على استخفاف أهل الأندلس بواجب التستر عند اقتراف المحرَّمات

الوزراء الأدباء

يظهر أني رجلٌ متعب، كما يقول الدكتور طه حسين، فلي في كل يوم مشكلات مع أصحاب الرأي والبيان، ولن يكون للمتاعب التي أسوقها إليهم وإلى نفسي حدود

وكلمة اليوم أوحاها تعيين معالي الأستاذ دسوقي أباظة وزيراً للشئون الاجتماعية، وهو أديب كبير كانت له صولات في جرائد الحزب الوطني، فما الذي ينتظر الأدب من معاليه وقد صار قوة تنفيذية تقدم وتؤخر في شؤون الدولة والمجتمع؟ تولّى المناصب الوزارية في

<<  <  ج:
ص:  >  >>