الأعوام الأخيرة رجال من كبار الأدباء، من أمثال مصطفى عبد الرزاق ومحمد حسين هيكل ومحمد علي علوبة وأحمد نجيب الهلالي وإبراهيم عبد الهادي وعبد القوي أحمد ومحمود فهمي النقراشي، فماذا استفاد الأدب من هؤلاء الوزراء الأدباء؟
سيجيبون بأنهم لم يقدموا إساءة لأي أديب
وأجيب بأن سكوتهم عن تشجيع الأدب ليس إلا صورة من صور الإيذاء
هل تصدّقون أن بعض هؤلاء الوزراء لم يكن يلقى أحداً من الأدباء إلا وعلى جبينه عبارة تقول: ابعدوا عني!!
وهل تصدقون أن معالي لأديب العظيم هيكل باشا لم يتلقّ كتاب التصوف الإسلامي يوم أهديته إليه إلا بعبارة: كل كتاب وأنت طيب!
كل كتاب وأنا طيب، يا معالي الوزير المؤلف؟
ومتى يتسع العُمر ويسمح الزمان بأن أؤلف كتاباً مثل كتاب التصوف الإسلامي؟
وإذا لم يظفر المؤلفون بتشجيع الوزراء الذين يعرفون متاعب التأليف، ففي أيّ عهد تنتظر كلمة اللطف وقد أقذينا عيوننا تحت أضواء المصابيح؟
لقد بُحَّ صوتي في الدعوة إلى اعتراف الدولة بالقيم الأدبية فلم يسمع سامع ولم يستجب مجيب، وظل الأدباء مشرَّدين لا يعرفهم غير الحظ الضائع في بلاد لم يرها شاعرنا حافظ (دار الأديب) مع أنها فيما نحب أن يقال أول مهد للعلوم والآداب والفنون.
إن هؤلاء الوزراء نفعهم الأدب أجزل النفع، فمتى ينتفع بهم الأدب؟ ومتى يظهر أنهم لم ينسوا التفكير في أن يدنوه كما دانهم؟ ومتى نسمع أن الحياة الأدبية تنتعش وتزدهر بفضل الوزراء الأدباء، كما كانت الحال في عهود أسلافنا الاماجد بالمشرق والمغرب؟
الدكتور طه حسين
في أخبار الجرائد أن الدكتور طه حسين بك لم يذهب إلى مكتبة بوزارة المعارف منذ أيام. ويظهر من الخطاب الذي نشره في جريدة البلاغ أن ناساً كانوا يحبون أن يواجه الأمور بمداورة وتلبيس!
وأقول إن كفاية الدكتور طه لا تحتاج إلى برهان، ولكنه سيندم طويلاً (وطويلاً جداً) على الفرصة التي أضاعها على نفسه قبل أن تستفحل أزمة الورق، فقد نبهته مرات كثيرة إلى