ومن أبوب التشابه بين الجماعتين اتفاقهما اتفاقا كليا في مذهب الحلول. فهو في رسائل الإخوان كما في تعاليمالإسماعيليةالمحور الذي تدور حوله هذه الرسائل والتعاليم.
ووجه آخر من اوجه التشابه هو تفسير القرآن تفسيرا غير ما يدل عليه ظاهر اللفظ. وهذا الأسلوب هو أسلوب الباطن الذي جرى عليه الشيعة ومن تفرع منهم. واليك ما يقوله إخوان الصفا في هذا الشان: -
(واعلم أن للكتب الإلهية تنزيلات ظاهرة وهي الألفاظ المقروءة المسموعة، ولكن لها تأويلات خفية باطنة: وهي المعاني المفهومة المعقولة. . . وفي استعمال أحكامها الظاهرة صلاح للمستعجلين في دنياهم، وفي معرفتهم أسرارها الخفية صلاح لهم في أمر معادهم.)(ج٤ ص١٨٩).
هذه بعض اوجه الشبه بينالإسماعيليةوإخوان الصفا من حيث المعتقد وطرائق النشر والدعاية. على أن ثمة وجهين آخرين للشبه بينهما: هما التشيع لآل البيت والدعوة إلى الإمام المنتظر أو المهدي. أما أمر التشييع فظاهر من قولهم: -
(ومن الناس طائفة ينسبون إلينا أجسادهم وهم براء منا ويسمون أنفسهم العلوية وما هم من العلويين، ولكنهم في اسفل السافلين لا يعرفون من امرنا إلا نسبة الاجساد، ولا من القرآن إلا اسمه، ولا من الإسلام إلا رسمه (ج٤ ص١٩٥). وهم لا يذكرون الإمام إلا مقرونا بأفخم النعوت كقولهم (وأيضا من الآراء الفاسدة رأي من يرى أن بارئه وألهه روح القدس قتله اليهود. . وهكذا أيضا حكم من يرى ويعتقد أن الإمام المنظر الفاضل الهادي مختف لا يظهر من خوف المخالفين)(ج٤ ص٧٦ - ٨٧).
ومثله قولهم:(واعلم يا أخي أن أقوى ما يكون فعل إبليس في دور الشهر (دور الشهر في مصطلحات الشيعة هو الزمن الذي لا يكون فيه إمام. وهو الفترة بين الإمام الواحد والذي يليه). وذلك لأن حجة الله على أرضه وخليفته على عباده يكون مختفيا مستوراً، وأن كانتأنواره تضيء في نفوس العارفين به) (ج٤ ص٣٥٥).
ما تقدم لا يدع مجالا للشك في تشيع إخوان الصفا وإيمانهم بالإمام المنتظر. ولكن لنا أن نسأل هل وقف إخوان الصفا عند حد النظر من الإيمان بالإمام المنتظر أو هم تخطوا ذلك إلى بث الدعوة له والتعريف به؟ نعتقد أن في القطعة التالية إيضاحا لذلك وذلك حيث