(وقد أخذناك أيها الأخ لأمر فيه قربة إلى الله تعالى ونصرة للدين. فكن واثقاً بما اخترناك، وسر على بركة الله وحسن توفيقه، متوكلا عليه في نصرته وتأييده إلى أخ من إخواننا الفضلاء، وتلطف في الوصول إليه وبشره بما ألقيناه من الأسرار في شأنه.: وعرفه بان إخوانه الذين وجهوك إليه لهم مجلس يجتمعون فيه يتذاكرون العلوم ويتحاورون الأسرار. فتذاكروا يوماً فيما بينهم من حوادث الأيام وتغييرات الزمان وما تدل عليه دلائل القرآن من تغيير شرائع الدين والملل، وتنقل الملك والدول، من أمة إلى أمة ومن بلد إلى بلد، ومن أهل بيت إلى أهل بيت وقد اعتبرنا بهذه الوجوه التي ذكرناها حتى عرفنا (صاحب الأمر) بصفاته والسنة والشهر الذي يكون فيه الحادث (ج٤ ص٢٢٤ - ٢٥).
ما تقدم لا يدع مجالا للريب في أغراض إخوان الصفا السياسية، وهي نشر الدعوة وأعداد الأفكار لظهور أحد المهديين.