عنده ثم ذهب في سفره. فقال المودع لديه بعد أيام لمن يأنس به وتسكن نفسه إليه. يا أخي ذهبت أمانات الناس: أودعني صديق لي جارية في حسابه أنها بكر. . فجربتها فذا هي ثيب!. ثم يعيب على الراوة تصحيفهم قول علي كرم الله وجهه تهلك البصرة بالريح فهلكت بالزنج، كما تحدث المعري عن الرواة وتصحيفهم وتحريفهم.
ثم تحدث عن المتنبي، وانه كان مغرما بتصغير كلماته فصغر أهل الزمان حينما قال
أذم إلى هذا الزمان أهليه
فانحنى عليه بالأئمة فقال (وما يستحق زمان ساعده بسيف الدولة أن يطلق على أهله الدم) ثم تحدث ابن القارح عن المتنبي وعن سجنه في بغداد فقال: (إن المتنبي اخرج من الحبس في بغداد إلى مجلس أبي الحسن علي بن عيسى الوزير رحمه الله، فقال له: أنت احمد المتنبي؟ فقال أنا احمد المتنبي. ثم كشف عن سلعة على بطنه وقال: هذا طابع نبوتي وعلامة رسالتي. ثم تحدث عن ابن الرومي وعن طيرته. وعن أبي تمام، وان الحسن بن رجاء بلغة انه لا يصلي، فوكل به من يلازمه فلم يره صلى يوما واحدا فعاتبه، فقال يا مولاي: قطعت إلى حضرتك من بغداد فاحتملت المشقة وبعد الشقة، ولم أره يثقل عليّ. فلو كنت اعلم أن الصلاة تنفعني وتركها يضرني ما تركتها: قال الحسن: لأردت قتله فخشيت أن يحمل على غير هذا فتركته.
ثم تحدث عن الذين ادعوا الألوهية كالقصار الأعور الذي اتخذ له وجها من ذهب وخوطب برب العزة، والصناديقي الذي خوطب بالربوبية وكوتب بها، وكانت له دار يجمع إليها نساء البلدة كلها ويدخل الرجال عليهن ليلا
ثم ذكر الحلاج وانه كان يخاطب الله بقوله
يا جملة الكل لست غيري ... فما اعتذاري إذاً آليا
ثم تحدث عن المتزندقين فذكر بشارا وان المهدي قتله على الزندقة. وعن صالح بن عبد القدوس وأن المهدي قتله لأنه قال
ولو إني أظهرت للناس ديني ... لم يكن لي - في غير حبسي - أكل
وذكر الوليد بن يزيد وأن انه رمى المصحف بالنشاب وخرقه، وأن الحجاج كانوا يطوفون بالكعبة فيقولون (لبيك اللهم لبيك: يا قاتل الوليد بن يزيد)