للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد علمتْ عليا كنانة أنني ... على ما يزين الأكرمين حريص

فظهري بأعباء الخصاصة مثقل ... وبطني من زاد اللئام خميص

ويقول:

وإني لأقري النائبات عزائماً ... تروض بالدهر شامس

وأحقر دنيا تسترقُّ لها الطلى ... مطامع لحظي دونها متشاوس

تجافيت عنها وهي خود غريرة ... فهل أبتغيها وهي شمطاء عانس؟

أغالي بعرضي في الخصاصة، والمنى ... تراودني عن بيعه، وأماكس

وأصدى إذا ما أعقب الريَّ ذلة ... وأزجر عيسى وهي هِيم خوامس

ولي مقلة وحشية لا تروقها ... نفائس تحويها خسائس

ويمثل في أبيات أخرى ما يتنازع نفس الأبي الذي بدلت أحواله غير الزمان:

ولما انتهت أيامنا علقت بنا ... شدائد أيام قليل رخاؤها

وكان إلينا في السرور ابتسامها ... فصار في الهموم بكاؤها

أصيبت بنا فاستعبرت وضلوعها ... على مثل وخز السمهري انطواؤها

ولو علمت ماذا تعانيه بعدنا ... لما شمنت جهلاً بنا سفهاؤها

إلى أن يقول:

ملكنا أقاليم البلاد فأذعنت ... لنا رغبة أو رهبة عظماؤها

وجاست بنا الجرد العتاق خلالها ... سواكبَ من لباتهن دماؤها

فصرنا نلاقي النائبات بأوجه ... رقاق الحواشي كاد يقطر ماؤها

إذا ما أردنا نبوح بما جنت ... علينا الليالي لم يدعنا حياؤها

وأنفة الأبيوردي وعفته لا ترضيانه بأدنى العيش، فهو طماح إلى العلى، ساع لها، مغامر من أجلها:

رأت أميمة أطماري وناظرُها ... يعوم في الدمع منهلاً بوادره

وما درت أن في أثنائها رجلاً ... ترخى على الأسد الضاري غدائره

أغرَّ في ملتقى أوداجه صيَد ... حمر مناصله، بيض عشائره

إن رث بردي فليس السيف محتفلا ... بالغمد وهو وميض الغرب باتره

<<  <  ج:
ص:  >  >>