يا صاحبي خذا للسير أهبته ... فغيرنا بمناخ السوء يحتبس
أترقدان وفرع الصبح منتشر ... عليكما وذَماء الليل مختلَس
إن تجهلا ما يناجيني الحِفاظ به ... فالرمح يعلم ما أبغيه والفرس
سخط البيوردي وتحدثه بالثورة كانا نتيجة إبائه وطموحه وإنكاره المنزلة التي نشأ فيها كما كانا من سخطه للعرب واستنكافه أن تنزع المقاليد من أيديهم، وتوكل الأمور إلى غيرهم. فالنعرة العربية بينه في شعره، والأنفة للعرب مكررة في قصائده. قال في قصيدة يمدح فيها أبا الغمر المرواني أحد أقاربه:
دهر تذَأبّ من أبنائه نقَد ... وأُوطئت عربٌ أعقاب أعلاج
وأينع الهام لكن نام قاطفها ... فمن لها بزياد أو بحجاج؟
وكم أهبنا إليها بالملوك فلم ... نظفر بأروع للغماء فراج
وأنت يا ابن أبي الغمر الأغر لها ... فقل لذود أضاعوا رعيها: عاج
وألقح الرأي ينتج حادثاً جللاً ... إن الحوامل قد همت بإخداج
وإن كويت فأنضج غير متئد ... لا نفع للكي إلا بعد إنضاج
إلى أن يقول:
متى أراها تثير النقع عابسة ... تردِى بكل طليق الوجه مبلاج
ولاَّج بابٍ أناخ الخطب كلكله ... به ومن غمرات الموت خرَّاج
في غلمة كضواري الأسد أحنقها ... زأر العدى دون غابات وأحراج. الخ
وله قصيدة يمدح بها بعض الوزراء من أسرته أولها:
من رام عزا بغير السيف لم ينل ... فاركب شبا الهندوانيات والأسل
ويقول فيها:
وخالفت هاشماً في ملكها عُصَب ... صاروا ملوكا وكانوا أرذل الخول
حنِّت إليهم ظبي الأسياف ظامئة ... حتى أبت صحبةَ الأجفان والخلل. . . الخ
ويقول في مدح أبي الشداد العقيلي يشكو حال العرب ويحرضه على أن يطلب لهم المكانة الجديرة بهم:
فإيه أبا الشداد إن وراءنا ... أحاديث تروى بعدنا في المعاشر