فمن بخِرْق ثائر فوق سابح ... تردَّى بإعصار من النقع ثائر
إذا حفزته هزة الروع خلته ... على الطِّرف صقراً فوق فتخاء كاسر
أترضى وما للعُرب غيرَك ملجأٌ ... توسدّهم رملىّ زرود وحاجر؟
بهم ظمأ أدمى الجوانج بَرحُه ... وذموا إلى الشعري احتدام الهواجر
وأما إعجابه بأخرق العرب وحنينه إلى ديارهم في مدحه وغزله فيذكران بأبي الطيب المتنبي. فهو يحن إلى البداوة ويتغزل بالبدويات، وإذا تحدث عن أمانيه وأعوانه فالمثل الأعلى عنده فتيان العرب
يقول في قصيدة يمدح بها المستظهر بالله:
معي كل فضاض الرداء سَمَيْدع ... أصاحب منه في الوقائع أروعا
غذته رُبَى نجد فشبَّ كأنه ... شبَا مشرفيّ يقطر السم منقعا
يُريح، إذا ارتج الندىّ بمنطق، ... كلاماً كأن الشيح منه تضوعا
ويُروى أنابيب الرماح بمأزق ... يظل غداةَ الروع بالدمُ مترَعا. . . الخ
ويقول في قصيدة يمدح بها أحد رؤساء العرب:
وترويك في قبس حياض تُظلها ... ذوابل في أيدي ليوث خوادر
بنو عربيات تحوط ذمارها ... كماة كأنضاء السيوف البواتر
ويقول في مدح سيف الدولة صدقة دبيس:
له عمة لوثاء تفتر عن نهى ... علمنا بها أن العمائم تيجان
وحنينه إلى البداوة وعاداتها يتبين في مثل قوله:
وأسرى بعيس كالأهلة فوقها ... وجوه من الأقمار أبهى وأبهر
ويعجبني نفح العَرار ورّبما ... شمخت بعريني وقد فاح عنبر
ويخدش غمدي بالحمى صفحة الثرى ... إذا جرَّ من أذياله المتحضر
فما العيش إلا الضب يحرشه الفتى ... وورد بمستن اليرابيع أكدر
بحيث يلف المرءُ أطنابَ بيته ... على العز والكومُ المراسيل تنحر
ويغشى ذراه حين يعتم للقرى ... ويسمو إليه الطارق المتنوّر
هذا طرف من أخبار هذا الشاعر العربي الأموي العظيم. ولعل المتأدبين من شباب العرب