وإن قلت:(كان مصطفى رحمه الله يرى. . .) كانت عبارة (رحمه الله) عبارة جميلة. وإن قلت:(كان مصطفى كامل غفر الله له يرى. . .) كان في عبارة (غفر الله له) تعريض! فالوصف يخالف العبارة المأخوذ عنها في القيمة الأدبية، بلا موجب معقول، وإنما كان ذلك لأن التعابير لا تأخذ قوتها من المنطق في جميع الأحيان، وإنما تخضع للعرف وهو الذي يكون الإحساس
الكاتب العمومي
وحين دعى السنيور ميكلانج جويدي للتدريس في الجامعة المصرية سنة ١٩٢٧ كان عليه ذوقياً أن يقول في المحاضرة الافتتاحية كلمة ثناء على مدير الجامعة والسكرتير العام، ولم يلتفت إلى اللقب الأخير من الوجهة الاصطلاحية، وإنما ترجمه عن الفرنسية فجعله (الكاتب العمومي) فضحك الجمهور، وخرج علي بك عمر رحمه الله، وهو ساخط على (ذوق) المستشرقين!
وكان علي بك عمر هو السكرتير العام للجامعة المصرية في ذلك الحين
شيطنة أدبية!
كنت قلت: إن مجلة الثقافة لا تدقق في اختيار ما تنشر من الأشعار؛ فاعترض أديب لا أسميه بأن مجلة الرسالة تقع في مثل هذا الخطأ بنشر أشعار محمود حسن إسماعيل!! والاعتراض غير مقبول، مع الاعتراف بما فيه من طرافة الشيطنة الأدبية
هل في الأدب ديكتاتورية؟
يصر الأديب عزت حماد منصور على القول بأن في مصر ديكتاتورية أدبية، وبأن الأدباء الشباب يعانون عداء من الأدباء الكهول، ثم يعجب من أن تتاح الفرصة لظهور بعض الشبان دون بعض، كالذي تصنع (الرسالة) في نشر مقالات هذا الأديب، وإغفال مقالات ذلك الأديب، بلا حدود واضحة تبين سبب النشر وسبب الإغفال
وأجيب بأن من الصعب أن أصدق أن لمجلة الرسالة نية في تقديم فريق على فريق، وإنما يرجع الأمر كله إلى (سياسة القول) فالأديب الشاب قد يتوهم أن له أن يقول ما شاء، متى شاء، بدون أن يلاحظ أن للكلام مقامات لا يدركها غير كبار العقول، وهذا هو السر في