والشبان يتوهمون أن الكتاب المشاهير لا يرد لهم قول، وهذا خطأ فظيع، فلأولئك المشاهير مقالات يطوونها آسفين، إلى أن تسمح بنشرها الظروف
قضيت عامين كاملين في تعقب (إسكندرية أبي الفتح) ولم أر فرصة لنشر هذا البحث، لأن الأستاذ إسعاف النشاشيبي سكت عنه بعد أن تعرض له في مجلة (الرسالة) منذ ثلاث سنين
الشبان وصيد الحوت
حدثنا الأستاذ أنطون بك الجميل قال:
(كان لأحد الأدباء مقال مؤجل في جريدة الأهرام، واشتط هذا الأديب في السؤال عن مصير ذلك المقال، فقلت إن الجريدة مشغولة بقضية المؤامرات، فقال: إن موضوع مقالة أهم من تلك القضية، فقلت وما الموضوع؟ فأجاب: صيد الحوت في بحر الشمال!)
ومن المؤكد ن هذه قصة خيالية من مبتكرات رئيس تحرير الأهرام، وإن أقسم على صحتها بأغلظ الإيمان
ولكن لهذه القصة أشباه ونظائر تقع في كل يوم، فأكثر أدباء الشباب يصيدون الحوت في بحر الشمال، ولو صادوه في أيام الهجوم على النرويج لكان كلامهم فيه من ألطف ما تنشر الجرائد والمجلات
ولكنهم مع الأسف يصيدون في غير أوقات الصيد
إلى الأستاذ فريد أبو حديد
صديقي العزيز
قراء (الرسالة) يذكرون - إن كنت نسيت - أني وجهت إليك تحية خالصة بمناسبة سفرك إلى السودان، وهي تحية لم أرد بها التودد إليك، وإنما أردت بها إكرامك وإعزازك، على نحو ما أصنع في التنويه بمواطني الفضلاء حين يمضون لأداء بعض الواجبات في أحد البلاد العربية أو الإسلامية
فما الواجب للكلمة الجافية التي ندت عن قلمك في مخاطبتي؟ وكيف تصنع بنفسك هذا الصنيع فتنفر أحد محبيك بدون أن تفكر في عواقب ذلك، وقد أصلحت الأيام ما كان بيني وبينك؟ هل يؤذيك أن أثير المنافسة بين (الرسالة) والثقافة، وأنت تعرف أن المنافسة من